اسماء غربي – عن فرانس 24//
الملياردير الفرنسي فانسان استعمل إمبراطوريتو الإعلامية الواسعة فخدمة اليمين المتطرف. وفي الكواليس، قدر رجل الأعمال الثري ينسج تحالف بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف قبل الانتخابات التشريعية المبكرة، وولا هذا مفتاح نجاح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا.
من بع قرار رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية يوم الأحد 9 يونيو وتحديدا في اليوم التالي لهذا القرار، قام زعيم حزب “الجمهوريون” إيريك سيوتي بزيارة للملياردير فانسان بولوري. كان يحضّر تحالفه المفاجئ مع زعيمة التيار اليميني المتطرف مارين لوبان استعدادا للانتخابات التشريعية المبكرة.
وكان الهدف من هذه الزيارة، كما كشفت صحيفة لوموند، هو “تحضير سبل انضمام سيوتي للتجمع الوطني”، واستباق ردود الفعل المستعرة التي سيثيرها هذا التحالف.
أما على أمواج إذاعة “أوروبا 1″، التابعة لبولوري أيضا، ندد مدير صحيفة لوفيغارو، ألكسيس بريزيت، بـ “الهجوم المذهل لمناهضي سيوتي”، مستهزئا بالسجل الانتخابي الأخير لمن لقّبهم بـ”بارونات اليمين العجزة”.
ويذكر أنه قبل الانتخابات التشريعية في 30 يونيو، تلقت إذاعة “أوروبا 1” أمرا بالإعلان عن التحاق نجم آخر من نجوم مقدمي برامج قنوات بولوري بالإذاعة، وهو سيريل حنونة. وكان حنونة قد استخدم نفوذه الكبير من أجل إحداث تحالف واسع لكل الأحزاب اليمينية بما فيها المتطرفة، خلال برنامجه الشهير “لا تلمس منصبي” “Touche pas à mon poste” على قناة سي8 (C8)، التابعة بدورها لنفوذ إمبراطورية بولوريه الإعلامية.
وفي 13 يونيو، استقبل سيريل حنونة إيريك سيوتي في استوديو إذاعة أوروبا 1 برفقة ممثلين عن حزب التجمع الوطني وحزب “الاسترداد” اليميني المتطرف المنافس.
ولطالما كان توحيد اليمين الفرنسي وإيصاله إلى السلطة الهدف الرئيس لبولوري، بحسب ألكسيس ليفريي، المختص في تاريخ الإعلام بجامعة رينس شامباني-أردين.
وقد تلقت القناتان المملوكتان لبولوري “سي نيوز” و”سي8″ التي تبث برنامج سيريل حنونة الحواري، ما لا يقل عن 44 إنذارا من هيئة تنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية “أكروم” (Arcom).
وإلى غاية الساعة، فهما القناتان الفرنسيتان الوحيدتان اللتان تمت معاقبتهما. ومن بين الاتهامات التي طالتهما، التحريض على الكراهية العنصرية على خلفية تصريحات إيريك زمور، الذي وصف الأطفال المهاجرين بـ”اللصوص والقتلة والمغتصبين.”
وخلال الحملة التشريعية المستعرة الجارية، كثف الصحافيون من كتاب الأعمدة الموالين هجماتهم ضد “الجبهة الشعبية الجديدة”، وهو ائتلاف يساري تشكل لمواجهة اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية.