كود : سهام البارودي//
ماكانتصنطش بزاف للراديو و ماعمري كنت من الناس لي مبليين بيه، و كانظن گاع الدراري و البنات ديال جيل الثمانينات و التسعينات لي كانو ساكنين فالحواضر ماعندهمش مع الراديو فحالي ! الحالة الوحيدة لي كايتفرض عليك فيها تسمع للراديو هي لا كنتي فالطوموبيل و لا الطاكسي.
مؤخرا بديت كانسمع للراديو، مرة مرة فالصباح و لا فالليل فاش كانكون غادية للخدمة و لا راجعة منها و هنا الصدمة كانت قوية، كانظن كون كان سامويل مورس لي ختارع التيليغراف و هيرتز لي كتاشف الموجات ديال الراديو حيين اليوم و شافو الدور لي ولا كايلعبو الراديو لي ساهمو في اختراعه فالمغرب كون شنقو راسهم بشي كوردة فغابة بوسكورة !
الراديو لي كان عندو دور حاسم فالحروب و لي الناس قبل منا كانو كايلقاو un plaisir فاش كاتجمع العائلة و تسمع للراديو اليوم خرات عليه الوقت و ولا الراديو قادوسي 100 %.
مايمكنش درجة الكالاخ لي كايضور فالراديوات ديال المغرب ! مايمكنش شحال الراديو كايساهم فتكليخ الناس، و الطامة الكبرى هي الناس لي كاتصنط للراديو فالمغرب معروفة شكون (إذا حيدنا هادوك لي كايتصنطو ليه فالطريق للخدمة) راه كاتبقى النسبة الكبيرة ديال ربات البيوت فالكوزينات، و الشوافرية ديال الكاميوات و الطاكسيات، و الناس ديال البادية ! و هادو معروفين عندهم واحد النيفو دراسي متوسط إلى منعدم گاع ! و المصيبة أنه البرامج ديال الراديو عاد كايزيدو يقودوها عليهم عوض مايحلو ليهم عينيهم و يوعيوهم ! الدور ديال الراديو لي هوا نقل المعلومة و التوعية و الترقي بالناس ماكاينش ! المقدمين فحالا جايبينهم من القهاوي كايعاودو هضرة القهاوي ! النقاشات بئيسة و البرامج ميتة.
طبعا كاينين الراديوات و البرامج لي كايتوجهو لبنادم لي فاهم و واعي ! لوكس راديو مثلا لي كايدوزو فيها الإشهارات ديال الفيلات بمليار و لكن دوماج فرونكوفونية عندها برامج واعرة كايجيبو فيها اختصاصيين و ناس قارية و واعية ،كاينة اطلانتيك حتى هي مابيهاش، و لكن الأغلبية الساحقة ديال الراديوات لي موجهة للعوام بالدارجة راه غي خنشة ديال الكالاخ و تفرقات. لا مواضيع فالمستوى ! المقدمين تافهين ! و شي عشابة كايسميو راسهم دكاترة و كايكذبو على الناس بالرقية الشرعية و خودنجال و الحبة السوداء.
سمعت واحد المقدم معروف ديك النهار و عندو معجبين و معجبات كايطرح سؤال ” علاش الغرب ماكايقلدناش فلباسنا و عاداتنا و تقاليدنا ” شوف دابا الكالاخ لي كاينشر هاذ السيد كي داير ! و الناس كايجاوبوه ” وي بصح عندك الحق” ! و كايزيد فيه طويل “ تاحنا عندنا عادات زوينة و تقاليد و لباسنا زوين” ! وا شوف دابا هذا واش ماتجبدش دينمو من الراديو و تشبع فيه تصرفيق … منين غاتبداه منين ؟ مقدمين دون المستوى كايطرحوا أسئلة أكبر منهم و كايعالجوها بواحد السطحية و واحد الكالاخ يا لطييييف! و تابعهم عرام ديال الباشار كي الحوالا حالين فمهم و كايشربو أي حاجة قالها المقدم.
و الطامة الكبرى هي دوك “الدكاترة” ديال الراديو ! كاتسمع الدكتور الفلان فلاني و فاش كاتقلب كاتلقاه عندو الدوكتورا فتاعشابت، داكشي ديال اللبيخة و مرسيطة و أزير و حبوب أتاي! السيد ماعمرو ماقرا فشي كلية ديال الطب مادوز سطاجات ماتكرفص فسبيطارات و مسمي راسو دكتور و كايلعب بلعاني على هاد التسمية باش يغمق على الباشار حيت عارف بزاف ديال المغاربة غي كايسمعو دكتور و كايعطي النصائح فالماكلة و الصحة كايصحابهم راه السيد طبيب و كامشيو مدفگين !
الراديو ديالنا ولا مرتع للكالاخ ديال المقدمين لي مكسل ليهم حمار فراسهم و للعشابة و النصابة ديال الرقية الشرعية لي بغاو يشدو بلاصة الأطباء بزز و كايبيعو الوهم للمستمعين و كايستغلو الكالاخ و بنادم désespéré باغي يلقا حل للمرض ديالو بأي طريقة باش يغمقو عليه ! وحدة عندها اكتئاب و معيطة للراديو و مدوزين ليها فقيه كايقوليها ” قراي سورة ياسين و غاتولي بيخير” عوض مايوجها لأقرب ! طبيب نفسي لي حفا دماغو فالقراية على هادشي ! و كايبقا العشاب على خاطرو فرحان كايعيطو ليه الناس “دوكتور” و المقدم بالمكلخ فرحان تاهوا حيت تاواحد ماعايق بالكالاخ ديالو و ماقاد يوقفو عند حدو و الراديو كايزيد فالمستمعين و الإشهارات داخلة و الفلوس موجودة.
و شكون الضحية فاللخر ! الضحية هوما دوك الجيوش ديال ربات البيوت و الشوافرية و ناس البوادي و المستمعين للراديوات ! لي كايحلو ودنيهم وكايعطيو دماغاتهم لهاد النصابة و المقدمين المكلخين، كايقتلوهم بالوصفات الوهمية و تالاماقتلوهمش و ساهمو فاستفحال الأمراض راهم كايضبعوهم و يسيفطوهم للزنقة و المجتمع مشارجيين بالأفكار الخرائية.
اول حاجة خاصها دار بالزربة هي اي واحد كايعيطو ليهم*** دوكتور فشي راديو يشوفوه واش دوكتور بالصح و لا دوكتور فتاعشابت ! لا كان دوكتور فتاعشابت يقولها صراحة للناس ! و باراكا من الغميق على الضوعافا.