سعيد الشاوي -كازا///

عام بعد آخور مكيبانش فقط الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أنه بعيد على نقابتو، كيفما ظهر بوضوح خلال إلقاء كلمة فاتح ماي، أمام حشود غفيرة من مناضلي المركزية بشارع الجيش الملكي بالدار البيضاء، والتي، كما بينت “كود” في تغطيتها لتخليد المناسبة، لم تحظى بذلك الاهتمام الملاحظ والمعهود في التفاعل مع خطب الزعماء لي عندهم تأثير داخل القواعد ووسط الجماهر الشعبية.
بل وأيضا أن المكان الطبيعي لهذا “الملياردير النقابي” مع الباطرونا والمرفحين، وليس على رأس مركزية فيها قيادات مناضلة كتستحق هذا المنصب.

وهذا ليس فقط لأنه عندو ثروة كبيرة، وإنما كذلك لمواقفه التي لا موقع ولا حضور فيها لهموم وتطلعات الطبقة الكادحة والعمال ومزاليط هاد البلد.

وهي وإن كانت متعددة الأمثلة عليها، سنسوق واحدة منها لم تسلم منها قبيلة الصحافيين، التي عاكس بدورها تطلعاتها في عيش وضع اجتماعي أحسن وممارسة المهنة في إطار قانوني يضمن خلق مقاولات صحافية تنافسية قوية ومواطنة قادرة على احترام حقوق العاملين وتقديم منتوج جيد.

فبينما جلب اتفاق اجتماعي بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين مكتسب غاية في الأهمية يتمثل أجل صرف زيادة لفائدة الصحافيين تقدر بـ 2000 درهم، على دفعتين، وتتظافر المساعي والجهود لتنظيم المهنة وليس البحث عن منصب عابر، والتي توجت بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، تموقع الموخاريق فالضفة المنتقدة والرافضة لأي إصلاح، مباركا بذلك “التقاء أكثر من إرادة حزبية ومهنية وغيرها، لفرملة مشروع الإصلاح الجديد، تحقيقا لأهداف لم تعد خافية على أحد، أقلها الرغبة في ابقاء الوضع على ما هو عليه، وتأييد وضعية استثنائية ظل القطاع يشكو من تبعاتها طوال 12 سنة”، كما سبق وعبرت عنه الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، في بلاغ لها.

وهذا ما هو إلا تجسيد أوضح من مشهد الظهور الباهت في فاتح ماي، بأنه، كيفما سبق وكلنا، على أن الميلودي يتواجد في المكان الخطأ، وعليه تصحيح موقعه، قبل البحث عن “تصحيح” خارطة طريق حقيقية تمر إلى تقديم الإجابات الفعلية لكل أسئلة ميداننا الإعلامي، لأن “ثوب الزعيم النقابي” لا يتناسب مع هكذا مواقف لن تصلح ما أفسد على امتداد سنوات وأوصلنا إلى ما نحن عليه وما يشهده القطاع حاليا، الذي تسوده الضبابية والعشوائية حتى أنه فقد المكانة والرمزية الخاصة به في المجتمع المغربي.