النادل بمقهى في  وسط كليز يؤكد الأمر ذاته:”لاحظت منذ الأحداث كثرة الدوريات الأمنية ومرورا متزايدا لدارجات الشرطة السياحية عبر الشارع”. رغم تخوف العاملين  بالمقهى من أن يتكرر الانفلات الأمني بالمدينة، إلا أنهم كانوا بشوشين وهم يستقبلون سياحا أجانب ومغاربة ويتحدثون لهم بلكنتهم المراكشية عن تاريخ المدينة، والأماكن التي يمكن زيارتها. طالبة فرنسية رفقة أصدقائها، ظهرت على ملامحهم الابتسامة، وهم يحتسون كؤوس الشاي المنعنع،  قالت لـ”كود” “إنها لا تعرف أي شيء عن هذه الأحداث، وأنها تحس بالأمن “بالمدينة الحمراء.

المحلات التجارية التي كانت عرضة لهذه الأحداث عادت إلى عملها منذ اليوم الثاني، تؤكد عاملة بمحلات “زارا” التي تعرضت رفقة متاجر أخرى للنهب  مساء الأحد عشرين فبراير، وظلت آثاره على واجهة بعض المحلات لأيام. العاملة قالت إن العاملين يخافون من أن يتكرر السيناريو نفسه لكن ” لا أعتقد ذلك، الأحد الفائت انطلقت احتجاجات بسبب السكن. كان بالإمكان أن تتحول إلى أعمال عنف لكن الشرطة والقوات المساعدة طوقت تماما شارع الحسن الثاني الذي هو قلب كليز، ومنعت أي شخص من المرور منه إذا لم يكن لديه غرض ضروري لقضائه بالحي. وحتى حركة السير تم تغيير مجراها”. تقول الشابة العاملة بـ”زارا”.

غير بعيد عن حي كليز وبـ”ساحة جامع الفنا”  كانت أعداد السياح قليلة في  حدود الساعة الخامسة مساء. لكن الأمر حسب مرشد سياحي لا يتعلق بنقص في عدد السياح. “غير الناس هربانة من الجو السخون”، يضيف المرشد.  الجو الساخن أيضا يظهر أمام كوميسارية جامع الفنا التي شهدت باحتها أعمال شغب وفكر البعض في  احتلالها يوم 20 فبراير. مقر “الضابطة الوطنية للشرطة القضائية” شهدت أشهر قضايا تعذيب طلبة ومواطنين في زنازينها ما يخلق تخوفا من ان تكون أول هدف لأعمال عنف، في حال حدوث انفلات أمني. أمام مخفر الشرطة تموقعت حوالي أربع عربات أمنية مليئة برجال الشرطة، ما قد يعني حرصا متزايدا من السلطات الامنية على إظهار أنها لن تسمح هذه المرة بأي وقفات أمام الكوميسارية التي أحرقت أمامها سيارة قبل أسبوعين.
رجال الشرطة كانوا يلعبون في هواتفهم أو يتحدثون في كسل أمام عربة الأمن. والسياح والمواطنون كانوا يسيرون في  عدم اكتراث. لكن شبح 20 فبراير، لا يزال يخيم على المدينة الحمراء.