كود – الرباط //

أسفرت عملية أمنية دقيقة نفذتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق محكم مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي)، عن تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات باستعمال طائرات بدون طيار (درون) عبر الحدود الشرقية للمملكة، وتوقيف ستة أشخاص بوجدة وبركان، قبل أن تتطور التحقيقات إلى الإطاحة بالرأس المدبر وممون الطائرات المسيّرة التي تستعملها هذه الشبكات.

مصادر “كود” كشفت أن المصالح الأمنية واصلت تعقب الخيوط الاستخباراتية التي وفرتها “ديستي” عقب عملية بني درار – أغبال، لتمتد إلى تحديد هوية ممون رئيسي يُزوّد المهربين بدرونات متطورة، جرى ضبطها داخل مستودع سري ضخم، يضم قطع غيار وأجهزة طيران تم تهريبها بشكل غير قانوني إلى التراب الوطني عبر ميناء الدار البيضاء، بتواطؤ محتمل مع موظف جمركي يجري التحقيق معه.

العملية النوعية التي نُفذت في وقت متزامن بين جماعة بني درار (عمالة وجدة أنكاد) وجماعة بني خالد (إقليم بركان)، شهدت اعتقال عناصر يُشتبه في قيادتهم لشبكة منظمة كانت تعتمد على طائرات درون لتهريب شحنات “السموم البيضاء” والقرقوبي من المغرب نحو الجزائر، قبل أن تعود الدرونات مشحونة بالحشيش في الاتجاه المعاكس.

مصادر “كود” أكدت أن الدرونات المصادرة هي من نوع عسكري مطور، قادرة على حمل أوزان مهمة والتحليق لمسافات طويلة، ما يكشف الطابع الاحترافي للتنظيم الإجرامي، الذي سعى لتقليص التكاليف والمخاطر عبر الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة بدل المسالك الترابية التقليدية.

لكن ما لم تحسب له الشبكة حساب، هو التطور الموازي في آليات الرصد والتتبع التي راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية، خاصة في مجالي الحرب الإلكترونية والمراقبة الجوية، مما مكن من تعقب تحركات الدرونات، وعبرها الوصول إلى خلايا بشرية كانت تُشرف على تشغيلها وتوجيهها عن بعد.

التحقيقات الجارية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تستهدف تحديد باقي المتورطين وشبكة الدعم اللوجستي، خاصة على مستوى التوريد والاستيراد غير المشروع للمعدات التقنية، مع احتمال فتح تحقيق إداري وقضائي مع موظف الجمارك المتهم بالتغاضي عن إدخال الشحنات عبر الميناء التجاري الأكبر في البلاد.

هذه العملية، التي وُصفت بـ”الضربة الاستباقية”، تُعيد إلى الواجهة تحديات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتُؤكد بالمقابل جاهزية المغرب الأمنية وقدرته على ملاحقة واحتواء التهديدات المستجدة.