شاءت الأقدار أن لا تعيش كباقي الأطفال في مثل سنها، بل كسمكة أو كائن بحري، حيث تقضي يومها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وسط بانيو مليء بالمياه.
أطلقت حفيظة صرختها الأولى، في بيئة بدوية تعيش حياة الترحال، داخل خيمة منسوجة من شعر الماعز، تفتقر إلى الحدود الدنيا لاستقبال كائن بشري، فكيف بطفلة في حاجة إلى رعاية طبية خاصة.
على بعد حوالي ثلاث كيلومترات من قرية "تداكوست" التابعة لجماعة "أيت وابلي" باقليم طاطا، تعيش أسرة حفيظة على الترحال، في بيئة صحراوية قاسية، بالكاد تستطيع تدبر لقمة العيش، أما الدواء فهي لغة غائبة في قاموس الرحل.
يقول "الحسين أزروايل" والد حفيظة، في تصريحاته لـ"كود" أن حفيظة ولدت وهي تعاني من مرض جلدي غريب، "اضطررنا معه لعرضها على العديد من الأطباء، وقد تبين بعد العديد من التحاليل أن هذا المرض الجلدي ناتج عن مادة تسمى
"ICTYOSE CONGENETALE "
وهو ما يجعل الجلد يعتريه اجافاف، وتعلوه تشققات شبية بتلك التي توجد لدى الأسماك"، كما ان الطفلة "حفيظة" ذات الأربع سنوات، يضيف والدها ل"كود" تزداد لديها حدة التشققات، كلما تعرضت لأشعة الشمس.