كود : حاوره يونس أفطيط///
في سنة 2011 وبعد خروج الثورات في عدد من الدول العربية بدأت دعوات الاحتجاج بالمغرب على مواقع التواصل الاجتماعي، الا أنها ظلت دعوات لا تحمل أي طابع رسمي حتى خرجت جمعية أنوال في الريف ببلاغ تدعوا فيهالمغاربة إلى الخروج والاحتجاج ضد الفساد، وهو البلاغ الذي سيجر عليها غضب السلطات ليعقب ذلك استقالة عضوين من مكتب الجمعية رافضين البلاغ، فيما تسرب تقرير اعدته الشؤون العامة مرسل لوزارة الداخلية، تحت مسمى “سري للغاية” يتحدث عن الجمعية ورئيسها رشيد احساين الذي وصفه التقرير بكونه يرغب في زرع الفتنة بين المغاربة.
“كود” حاورت رشيد احساين حول حراك الريف الذي شارف على نهاية سنة من عمره.
هل ترون أن حراك الريف ساهم في عودة قسوة المخزن للظهور بعد تعامله بليونة طيلة عقدين من عمر العهد الجديد؟.
المخزن هو هو لم ولن يغير من سلوكه وممارساته،فقسوة المخزن كانت حاضرة طيلة العقدين ولم تتغير في عمقها،والدليل على ذالك هو حراك الريف هذا الأخير الذي ساهم في الكشف عن جزء من أوجه سياسة المخزن.
فالمخزن هو من أعدم فرص التنمية الحقيقية بالريف، وهو من تحجج بجهله لما حدث بخصوص مشاريع “الحسيمة منارة المتوسط”، فالمخزن يتحرك إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا وفق أجندته وما تقتضيه.
كنتم في جمعية أنوال أول من دعا بشكل رسمي سنة 2011 للإحتجاج بالمغرب بعدما كانت هناك دعوات من نشطاء لا ينتمون الى اي اطار يدعوا للاحتجاج، لماذا لم تنخرطوا في حراك الريف؟.
الظروف مختلفة تماما من حيث الزمن وما يرتبط به ، فالحركة الإحتجاجية بعموم المغرب تراجعت بشكل كبير ، والأوضاع ساهمت في ” تقاعد ” العديد من النشطاء ، كتحصيل حاصل لسياسة المخزن الذي سيطر على الإتجاهين ( المعارض / المساند ) ، بعد إعدامه لكل المبادرات الإحتجاجية المستقلة فردية كانت أوجماعية .
فعدم إنخراطنا في حراك الريف راجع إلى هاته العوامل ، بالإضافة إلى عوامل أخرى إرتبطت باللبس الذي كان حاصلا لدينا بخصوص الحراك ودواعيه ودوافعه في علاقته ببعض قادته ونشطائه.
خصوصا بعد إتخاذ قائد البلاد جملة من المبادرات المستحسنة من قبيل فتح الحوار والإنصات إلى مطالب الحراك والتي حصل بخصوص عدالتها إجماعا من قبل المتتبعين والمهتمين داخل وخارج الوطن.
كيف ترون الاتهامات الموجهة لبعض الحراكيين بالانفصال وتلقي تمويلات أجنبية؟.
الأمر بيد القضاء، وهو الكفيل بالكشف عن حقيقة الأمر ، وهذا لا يعني أن دولا لا تسعى جاهدة لزعزعة إستقرار المغرب إنطلاقا من منطقة الريف باعتبارها بؤرة من بؤر المؤهلة لخلق توتر داخلي وخارجي، هذا بالإضافة إلى النشاط المكثف لأجهزة إستخبارات مثل هاته الدول بمنطقة الريف ، والذي مكنها من نسج علاقات واسعة بالمنطقة مع نشطاء جمعويين وإعلاميين ، خصوصا أمام السخاء المالي الذي تعتمده تمثيليات بعض هاته الدول ، وبعض الإطارات المدنية الإستخباراتية الأجنبية
بالنسبة لتجربتكم في الاحتجاجات خلال الربيع العربي بالريف، ما الفرق بين احتجاجات عشرين فبراير بالمنطقة وحراك 2017؟.
كما أشرت لكم سلفا فالظروف مغايرة زمانا ، لكن الأسباب واحدة فالإحساس بالحكرة قائم ، بقيام أسبابه ومسبباته، والفساد قائم والعدالة الإجتماعية لم تتحقق وبالتالي فدواعي الخروج إلى الشارع بعموم مناطق المملكة وخصوصا بمنطقة الريف لازالت قائمة وستضل كذالك ما لم يتم الإستجابة للمطالب الرئيسية والموحدة لحركة 20 فبراير .
أقول لكم بأن المغاربة أخلفوا التاريخ ، تاريخ التغيير الحقيقي والشمولي من خلال حركة 20 فبراير .
في رأيكم كمتتبع لما يقع بالمنطقة هل إنتهى حراك الريف أو أنه يلتقط أنفاسه فقط؟
أرى بأن المخزن سيكون فعلا قد نجح في إنهاء حراك الريف ، إذ لم يبادر من خلال قرارات جريئة على تصحيح الإختلالات ، فالمخزن نجح في تحقيق أهدافه من حراك الريف ووجه أكثر من رسالة لكل من يهمهم الأمر داخليا وخارجيا ، فالمخزن هو الرابح الأول وقاطف غلة الحراك.
إنتهى حراك الريف ، ولن ينتهي الريف وقضاياه والتاريخ شاهد على ذالك.
