حميد زيد كود ////
صاغرين. وسعداء. نمنح موقع كود لإسرائيل.
نمنحه لها عن طيب خاطر.
و مجانا.
ودون أي ضمانات. نعرض أنفسنا عليها.
ونقدم أنفسنا لها كناطقين رسميين باسم حكومة إسرائيل.
وباسم مكتب الاتصال.
فقبل أشهر احتفلنا في موقع كود مع الإسرائيليين بعيد “استقلال” إسرائيل.
دون أي إشارة من طرفنا إلى أن هذا اليوم الوطني الإسرائيلي يعني ذكرى احتلال فلسطين.
وله اسم آخر في الجهة المقابلة هو النكبة.
وليس هذا فحسب.
بل رقصنا معهم. وشربنا العصائر. وغطينا الحدث.
وكم كان صحافينا الذي شارك في الاحتفال بريئا.
كم كان محايدا.
كم كان مبتهجا وهو يحضر مع من حضر إلى هذه المناسبة.
ولم نكتف بذلك.
بل عرَفْنا. من خلال موقع كود. أن إسرائيل غاضبة من موقف الدولة المغربية.
ومن بلاغ وزارة خارجيتنا المتعلق بأحداث غزة.
وأن إسرائيل تحتج علينا.
و أن مكتب الاتصال. الذي غادر. ولم يغادر. الرباط. فعل ذلك بسبب موقف المغرب المنحاز.
وقد غادر محتجا حسب موقع كود. لكنه لم يغادر حسب موقع كود.
وقد قرّع المصدر الإسرائيلي المغرب عبر موقع كود.
و جرب من خلالنا أن يهدد الدولة المغربية.
وأن يمن عليها.
و حاول أن يطلب منها موقفا واضحا متضامنا مع الاحتلال. ومع ما ترتكبه إسرائيل من جرائم.
وكل هذا و كود سعيدة. منشرحة. فاتحة موقعها للدعاية الإسرائيلية.
منخرطة في الحرب.
وكل ما ترغب إسرائيل في ترويجه يجد له حيزا في موقع كود.
وأحيانا تشعر أن مصدر كود الإسرائيلي يسخر من موقع كود.
ويحتقره.
ويوجهه كما يشاء.
و يوظفه. ويلعب به.
ويمنحه الخبر وعكسه في الآن نفسه.
ضامنا أن كود له. وأنها في الجيب. وأن صحافيها لن يراجع ما يقدم له.
ولن يسأل.
ولن يتحقق من أي خبر.
ولن يرفض أي رسالة.
و أنه أعمى.
و أنه منتش بما حققه. و أن هذا المجد يكفيه.
وما دمنا احتفلنا في موقع كود بذكرى النكبة.
فأي شيء يمكننا أن نفعله. وأي رواية يمكننا أن ننشرها.
وكل ما ترغب فيه إسرائيل نحن مستعدون لأخذه منها وتقديمه ونقله للقارىء المغريي.
وللحكومة المغربية.
دون تمحيص من طرفنا. ودون أدنى حذر.
معتبرين أن مصلحة المغرب المطلقة هي مع إسرائيل. وأن لها الحق في توجيه موقف الدولة المغربية من القضية الفلسطينية.
و لها الحق في لوم الدولة المغربية عبر موقع كود.
وفي الاحتجاج على وزارة خارجيتنا. كما لو أن وزارة الخارجية المغربية تصدر بلاغاتها حسب مزاج الوزير.
بينما أي شخص في المغرب. وفي العالم. يعرف كيف يتخذ موقف المغرب الرسمي.
وإسرائيل تعلم.
ونحن نعلم.
لكننا. مع ذلك. نريد من وزارة الخارحية موقفا. يدين الفلسطينيين. ومقاومتهم.
نريد من الدولة أن تفعل مثل ما يفعل موقع كود.
و كم رفضت الدولة المغربية أن تستقبل نتنياهو.
وكم كانت مستقلة.
ومحترمة.
وكم حاول رئيس الحكومة الإسرائيلي أن يزور الرباط.
وكم من مرة طلب ذلك.
لكن كود تفتح له موقعها. مبتهجة بذلك. وبسبقها. وبانفرادها.
منخرطة في الدعاية له. ولليمين المتطرف الإسرائيلي. أكثر من الإعلام الإسرائيلي نفسه.
الذي توجد فيه منابر تعارض الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويوجد فيه من يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم.
ومن يستعجل حل الدولتين.
بينما تبدو كود وكما لو أنها تقبل أن تكون محتلة
و أن تكون آخر موقع تضمه إسرائيل لها
مع تهجير أصحابه.
و طردهم. ودفعهم إلى العيش في المخيمات. وفي الشتات.