حميد زيد – كود//

أي شخص.

أي قطاع. أي أجير. أي موظف. أي عامل. يرغب في زيادة في الأجر.

يكفي أن يطلبها من الحكومة وسيحصل على الزيادة في الحين.

ودائما على دفعتين.

وقد حصل عليها الموظفون. ورجال التعليم. والأطباء. والصحافيون…

ولم يثبت أن ردت أحدا خائبا.

ومن لم يحصل على الزيادة فلأنه لم يطالب بها.

كل المهن. الظاهرة منها والخفية. الموجودة وغير الموجودة. حصل أصحابها على زيادة في الراتب.

ولذلك لم تعد الحاجة مع هذه الحكومة إلى فاتح ماي. ولا إلى فرقاء اجتماعيين.

ولا إلى صراع طبقي. ولا إلى توتر سياسي.

ولا إلى عمل نقابي. ولا إلى أرباب مقاولات. ولا إلى ضغط. ولا إلى إضرابات.

واطلبْ. ولك ما تريد.

حيث يسود الحب بين الباترونا وبين الأجراء. وبين الدولة وموظفيها.

وحيث زعماء النقابات يدا في يد مع رئيس الحكومة.

أما عبارة فشل الحوار الاجتماعي فلم يعد أحد يسمعها.

ومع هذه الحكومة لم يعد أحد عدو أحد.

و اليمين صديق لأخيه اليسار. واليسار صديق لأخيه اليمين. والكل متحد من أجل تحقيق الدولة الاجتماعية. وتنزيلها.

والرأسمالي لا يهمه أن يربح أكثر. وأن يستغل عرق الكادحين.

والكادحون لا مشكلة لديهم مع مستغليهم.

والسلم الاجتماعي مستتب.

ولا احتقان.

ولا احتجاجات من أحد. والنقابات سعيدة. وزعماؤها مبتسمون في الصور.

والمعارضة فاغرة فاها.

والمحللون حائرون من قدرة الحكومة. ومن كرمها. ومن عطائها. وسخائها.

ومن هذا المغرب الذي صنعته. ومن هذه الإنجازات الاجتماعية التي حققتها.

دون أن يرغمها أحد على ذلك.

و كأن الحكومة تحمل بشارة للمغاربة.

وكأنها تستعد للإعلان عن مفاجأة جميلة.

وكأنها ستخبرنا في نهاية ولايتها بعثورها على كنز.

وباكتشاف الذهب وحقول البترول في مكان بالمغرب.

وكأن الإعلان الرسمي عن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس سيكون قبل الانتخابات المقبلة.

وكأن سنغرق في المال وفي الثروة.

ومن الطريقة التي تزيد بها الحكومة في الرواتب.

ومن مرونتها.

وعدم خوفها من عواقب ذلك على المستقبل. ومن أن تتسبب في أزمة للدولة.

ومن كرمها الحاتمي.

ومن استعدادها لتلبية كل المطالب.

نجزم أنه قريبا سنصبح بلادا ثرية.

وما علينا إلا أن نستعد. ونتهيأ. ويشتري كل واحد من الدشداشة التي تليق به. والعقال. والشماغ. الذي يناسبه.

و يستقدم من الآن خادمة سريلانكية.

وسائقا هنديا

قبل أن يصبح الطلب على العمالة الأجنبية كبيرا.

ويرتفع ثمنها.

وتظهر الوكالات.

ويتدخل تجار السوق السوداء والمهربون.