حميد زيد ـ كود//

تعالوا نحسبو كل درهم أنفقناه على حزب العدالة والتنمية.

وكم كلفنا ماديا.

وكم بذلنا للوقوف أمام تقدمه من جهد و من طاقات.

تعالوا.

تعالوا نقوم بعملية جرد حساب لنعرف كم خسرنا مع هذا الحزب.

وكم أضعنا من وقت.

وكم أتعبنا وجوده.

وكم فرض علينا أن نوظف من حداثي.

ومن ليبرالي.

ومن يساري.

وكم أرغمنا نحن المحافظين أن نتظاهر بأننا لسنا كذلك.

وقد أسسنا من أجله الأصالة والمعاصرة.

ولما فشلوا في صده.

وفي اعتراضه.

سلمنا المشعل للتجمع الوطني الأحرار.

وحتى الأحزاب الصغيرة شغلناها معنا.

وحتى الاتحاد الاشتراكي.

وحتى حميد شباط.

وحتى جزء من اليسار الجديد.

وحتى المجتمع المدني.

وحتى اليمين.

وحتى المنظمات الموازية.

وحتى القطاع النسائي.

وما هي النتيجة في نهاية المطاف.

لا شيء.

وها هو نفس الحزب يستعد من جديد للانتخابات.

وها هو يتعافى.

وها هو يعود بنفس الأمين العام الذي تفه كل ما كنا نقوم به.

وكأن شيئا لم يكن.

وكأننا نعود من جديد إلى نقطة الصفر.

وبعد أن وظفنا كل أعيان المغرب.

وبعد أن زرعناهم في البام.

وبعد أن اعتمدنا عليهم في تمويل الحملات.

وبعد أن أفرغنا جيوبهم.

وبعد أن نفرناهم من العمل السياسي.

ومن أن يكون لهم طموح.

وبعد أن قتلنا فيهم الرغبة في دخول غمار الانتخابات.

وبعد أن فشلت التجربة.

وانتقلنا إلى الخطة باء.

بعد كل هذا يعود كل شيء إلى نقطة البداية.

وهذا صراحة كثير.

ولا يحتمل.

ومكلف جدا.

وليس مقبولا أن نظل ننفق على حزب العدالة والتنمية إلى الأبد.

فلنا في المغرب حاجيات أخرى.

ولنا أوليات.

والخبز أهم من العدالة والتنمية.

والإنفاق على خفض ثمن اللحم أهم من الإنفاق على هزيمة حزب.

وكلما اعتقدنا أننا تخلصنا منه.

ينظم نفسه.

وينهض من جديد.

كمن يصب الماء في الرمل.

ولنقلها بوضوح.

إن هذا الحزب أصبح يشكل عبئا على الميزانية.

وعلى مالية المغاربة.

وعلى الدولة الاجتماعية.

وعلى مجتمع الرفاه الذي نطمح إليه.

ويهدد أثرياء المغرب بالإفلاس.

ويهدد ثروة الأعيان.

وبدل أن نوظف الأموال والجهود في ما هو اجتماعي.

وفي توفير فرص شغل.

وفي بناء المرافق.

فإننا نخصصها له.

كي لا يفوز في الانتخابات.

حتى أننا أفسدنا كل الأحزاب.

وأفقدناها مصداقيتها من كثرة استعمالها لهذا الغرض.

فلم تعد صالحة لأي شيء.

ولا قادرة على المنافسة وعلى الاشتغال بالاعتماد على نفسها.

ونحن الآن من نعتني بها.

بينما هي عاجزة.

وشبه ميتة.

ولا تستطيع أن تقدم أي خدمة لنفسها.

فما بالك أن تقدم لنا نحن يد العون.

ونحن الآن من يكافئها.

وهي عاطلة.

ونحن الآن من نفكر في الحلول لتجنب أي عودة محتملة لللحزب الذي اعتقدنا أننا طوينا صفحته.

وقد استمر هذا الوضع طويلا.

ومنذ 15 سنة ونحن ننفق دون طائل.

دون أن ننجح في التخلص من هذا الحزب.

كما أننا جرّبنا كل الأساليب.

واستثمرنا في القوى السياسية القائمة.

وخلقنا أخرى جديدة.

وحاولنا استباق وصوله.

ووضعنا المطبات في طريقه.

ولخبطنا الأحزاب.

ومزجناها.

وجربنا الخرائط.

والنظريات.

والإيديولوجيات.

وجعلنا كلمة الحداثة على كل لسان.

لكن دون جدوى.

وبعد كل هذا الوقت.

ها نحن من جديد

نجد أنفسنا مجبرين على العمل.

وعلى بذل الجهد.

وعل توفير المال.

والإغراءات.

والبحث عن الداعمين.

والمتبرعين.

والميسينا.

خوفا من أن يعود العدالة والتنمية من جديد.

ولو قمنا بعملية حسابية.

ولو شكلنا لجنة للتحقيق في ما صرفناه عليه كي لا ينجح.

لكان ذلك أكبر فضيحة في تاريخ المغرب.

وأكبر جريمة لتبديد المال الخاص.

ولتوظيفه في النيل من حزب لا يشكل أي خطر.

ولا يقترح أي شيء

ولا يقدم أي بديل سياسي

ولا يصنع أي كفاءة

وكل ما يريده

هو أن يكون قريبا منا ومشاركا في التدبير

ومع ذلك

نحاربه

ونتحالف جميعا ضده

وننفق عليه

ما لم ننفقه على أي أحد من قبل.