حميد زيد – كود//
كلمة واحدة من ترامب و تتوقف الإبادة.
كلمة واحدة منه ويتوقف القتل.
كأنه يلعب.
كأن يحكم قرية صغيرة وليس العالم.
ومعه لم يعد لكلمة الإستابليشمنت أي معنى.
و ما يريده دونالد ترامب هو الذي يكون.
ولا مؤسسات. ولا دولة عميقة. ولا أي شيء من الأدوات التي كنا نناقش بها في الماضي. ونحلل بها العالم.
ولا كسل في التحليل مع ترامب.
لقد غير كل شيء.
وخلصنا من المحللين الذين يعرفون كل ما يحدث خلف الكواليس.
ويعرفون من يؤثر في القرار.
ومن يصنعه.
ولم يعد معه لوبي ولا هم يحزنون.
ولم تعد يد خفية.
إنه الرجل القوي وله الكلمة الفصل.
وأمريكا الآن هي ترامب. و ترامب هو أمريكا.
وما كان يبدو تحقيقه مستحيلا بتهديد منه يتحقق في الحين.
والمتعجرف يتحول إلى حمل وديع أمامه.
ونتنياهو يوقع على وقف إطلاق النار. خاضعا. متخليا عن شروطه.
والحروب المستعرة تخمد بإشارة منه.
وأوكرانيا خائفة أن تجد نفسها وحيدة.
بعد أن يلتقي بصديقه بوتين.
والويل لمن هو خصم للرئيس الأمريكي الجديد.
الويل لأعدائه.
الويل لمن لا يدفع له.
الويل لمن لا يجنح للسلم على الطريقة الترامبية.
ورغم نزعته اليمينية المحافظة.
ورغم أنصاره من اليمين المتطرف الذين من عادتهم أنهم يدعون إلى الحروب.
وإلى استعمال القوة في كل العالم.
فإن ترامب يقول إنه يحب السلام.
لكنه سلام على طريقته.
والسلام بالنسبة إلى دونالد ترامب هو أن لا يزعجه الآخرون بحروبهم.
و ألا يطلبوا منه الدعم دون مقابل.
السلام هو أن لا ينفق من جيبه.
إنه يريد أن يحكم بهدوء.
يريد أن لا يعكر صفو ولايته أحد.
يريد أن لا يكون هناك ضجيج حوله.
يريد التمتع بفترته الرئاسية.
وهذا لا يعني أنه مع الفلسطينيين. ومع أن تكون لهم دولة.
ولا يعني أنه إنساني.
وضد الحرب.
بل هو مع إسرائيل.
ويصاهر من يخطط لشرق أوسط جديد. يحب فيه جيران المنطقة بعضهم البعض.
ويربحون.
دون وجود فلسطين تنغص عليهم تجارتهم.
بل هو ضد المهاجرين. والأقليات. مثل أي يميني شعبوي محترم.
لكن ما يميزه عن كل من سبقوه أنه يمارس سلطته.
ويدافع عن مصالحه.
ويقول ما يفكر فيه دون لف ولا دوران.
على عكس اليسار في الغرب.
وعلى عكس الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
الذين يصدعوننا بنزعتهم الإنسانية
وبحقوق الإنسان
لكن عاما ونصف العام من الإبادة لم تحرك فيهم ساكنا.
بل إنهم تواطؤوا مع إسرائيل.
و مدوها بالسلاح.
و التزموا الصمت. مشاركين في واحدة من أفظع الجرائم التي تم ارتكابها في التاريخ المعاصر.
قبل أن يأتي دونالد ترامب
ويحرجهم
ويكشف زيف شعاراتهم
وبكلمة منه يوقف الإبادة
وبكلمة منه
يصفي أي قضية
وبكلمة منه يفرض الهدوء على الجميع.
دون تعقيدات
والكل يمتثل له صاغرا.