حميد زيد – كود//

دائما.

وفي كل شهر رمضان تقع أحداث لا تخطر على بال. وبعد ذلك مباشرة تختفي. مثل معجزة. في شهر شوال.

و قد ظهر ذات رمضان رجل يتبعه الناس. ويصعدون معه إلى قمة جبل في سرغينة. نواحي بولمان.

و كان يتحكم فيهم.

ويسيرهم.

وكانوا جميعا يصدقونه. ويؤمنون برسالته. و بالوحي الذي نزل عليه.

منتظرين اللحظة التي سيطفو فيها الذهب في أعلى الجبل. ويسيح في السفح.

لكن أين ذلك الرجل الآن. وأين هؤلاء الناس. وأين الذهب.

وكأنه شيئا لم يكن.

وكأن تلك الأحداث لم تقع.

إذ لا يخلو رمضان مغربي من خوارق. كأنه شهر من خيال.

وما وراء الشهور.

و كأنه شهر في عالم مواز.

شهر مقتطع من السنة الهجرية. والأحلام فيه مندفعة. والأفكار متوترة. والإيديولوجيات متشجنة.

والأعصاب مشدودة.

والقلوب تنبض بالإيمان.

وفيه ظهر سيدنا قدر مغربي 2.0 في الولايات المتحدة. مستعملا رسالة الويب التشاركي.

وكونوا متأكدين أنه بحلول العيد سيختفي مول الفوقية.

ويختفي الشيخ الكتاني.

ويختفي هذا النقاش الحاد حول المدونة.

وتبحث في كل مكان عن مول الفوقية ولا تعثر عليه. ولا يبقى إلا العسل الذي يبيعه.

ومهما فتشت عنه.

ومهما حاولنا في موقع كود استفزازه فلن يخرج.

لأنه مخلوق رمضاني. ويختفي باختفائه.

ولأن وجوده رمضاني صرف.

وقد اختفى الأنبياء. واختفى سيدنا قدر الدكالي. فما بالك بشخص لقبه مول الفوقية. ويتاجر في أملو.

وقد لا يختفي حميد المهداوي بعد رمضان. لأن غير خاضع لسلطة سحر رمضان. ولا لسلطة حساب الشهور.

ولأنه فوق كل التقويمات.

ولا يؤثر فيه ذلك.

ولأنه فلتة. وكل الشهور له. وحضوره فيها يفوق كل خيال. و كل ما هو متوقع.

ولا خيال فوق خياله. ولا خيال تحت خياله.

وحتى في الشهور العادية فهو ينجز أعمالا لا تصدق.

وقد لا يكون من عالمنا.

وقد يكون كائنا رمضانيا على طول السنة.

أما رضوان الرمضاني الذي دخل مثل معجزة في فيديو لحميد المهداوي.

واخترقه كمن يخترق السماء. فشاهدناه بأم أعيننا. وتفرجنا فيه. واختلفنا حوله. بين مصدق. وغير مصدق.

فإنه سيعود إلى رضوان الرمضاني الحقيقي بعد العيد.

وسننسى ما حدث.

وسينسى هو نفسه ما قام به. وأنه دخل في برنامج المهداوي.

وظل يدخل إليه. ويخرج منه. في الليل. بعد الفطور. والمهتمون ينقطون. ويشجعون. ويناقشون. ويحتجون. ويكتبون. ويحللون.

وسيضحك.

و سيستغرب من رضوان الرمضاني الذي صاره في رمضان.

أما إذا لم يضحك.

أما إذا لم يستغرب. وظل جادا.

أما إذا لم يخرج الرمضاني من رمضان.

فهذا يعني أن الشهور امتزجت. واختلطت. و ذابت في بعضها البعض.

و أن الفصول تغيرت أوقاتها. وصفينا صار شتوة.

و هو ما سيشكل خطرا علينا جميعا. بينما هذا الأمر جد مستبعد.

والأكيد أننا لو كنا في شهر آخر لما دخل الرمضاني إلى الفيديو.

و لما ظهر في اللايف.

و لما خضع لأي شرط من الشروط التي أملاها عليه المهداوي.

لكن للشهر الفضيل أحكامه.

وقد أمر شهر رمضان الرمضاني وقال له ادخل. فلم يكن بمقدوره أن يرفض. وأن يقول له: ما أنا بداخل.

ومن هذا الذي يقدر.

لا أحد.

بينما لا فرق لدى المهداوي. لأنه في انتظار دائم للداخلين.
ولا تهمه الأسماء. ولا الصفات. و كلما كان التوتر مرتفعا. كان المهداوي سعيدا. و مبتسما.

و كما يقول أحد الحكماء الذي يراقب حركة الناس في رمضان. ويرفض أن نذكر اسمه.

فإن النفوس ستهدأ يوم السبت

أو الأحد.

وبعد الفقاص. و كعب غزال. سيكون شاي. وبعده ستكون أشربة باردة. وأخرى حارقة.

وسننسى كل شيء.

وكأننا لم نكن في رمضان. وكأن كل ما حدث في الشهر الفضيل لم يحدث.