كود: أنس العمري///

المتمعّن في الصور التي بثها التلفزيون العمومي، يوم أمس الجمعة 17 مارس 2017، لاستقبال الملك محمد السادس لسعد الدين العثماني لتعيينه رئيسا للحكومة تختلف كثيرا عن تلك التي تم بثها يوم الاثنين 10 أكتوبر 2016، لحظة استقبال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران وتعيينه في المنصب ذاته للمرة الثانية على التوالي (في سابقة تاريخية)، قبل إعفائه ببلاغ من القصر الملكي.

القصر الملكي بالدار البيضاء شهد الاستقبالين معا، والمثير أن المشاهد التي تم بثها لكلا الاستقبالين تستمر لنفس المدة بالضبط، فقد استمرت تحديدا، في كل استقبال، 35 ثانية! بلا زيادة ولا نقصان، باش تعرفو بلّي داك الشي وراه كثير من الحساب والرمزية. هذا على مستوى ما تشابه في الاستقبالين، آجي نشوفو دابا الفرق.

المختلف في الاستقبالين، فكان يتعلق بالشكل وزوايا التصوير وما تشي به اللقطات. آجي نردّو البال لكل استقبال.

خلال استقبال بنكيران لتعيينه رئيسا للحكومة لولاية ثانية، ظهرت بوابة القصر، ومباشرة ظهر بنكيران ببدلة عصرية، مع موظف للتشريفات، عند باب المكتب الملكي، حيث قبّل زعيم “البيجيدي” كتف الملك وهو يرتدي بدلة عصرية، ثم مباشرة ظهرا معا وهما جالسين، مع التركيز على أن الملك كان عموما هو الذي يتحدث ورئيس الحكومة المعيّن بدا وكأنه يتلقى سيلا من “التعليمات”، وهو يستجيب بإماءات من رأسه، ومباشرة بعد ذلك يظهر منظر خارجي لجانب من القصر الملكي.

في المقابل، كان أول ما يظهر، في الاستقبال الثاني، العثماني ببدلة عصرية أيضا، إلى جانب موظف للتشريفات، يتقدم معه نحو البسط الحمراء، ثم يتقدم رئيس الحكومة المعيّن نحو الملك/أمير المؤمنين الذي كان يرتدي جلبابا تقليديا (كان اليوم جمعة وقد ظهر الملك في الأخبار الرئيسية، قبل ذلك مباشرة، وهو يؤدي صلاة الجمعة بمسجد اليوسفي بحي الأحباس القريب من القصر الملكي)، يقبّل كتفه، ثم يصافحه باليد، يتحدثان وهما واقفين، ثم يتم اعتماد لقطة مقربة قليلا للعثماني، تتسع ليظهر الملك ودائما وهما واقفين، ثم يظهران وهما جالسين يتبادلان الحديث، ثم لقطة مقربّة للعثماني وهو يتحدث محركا يديه ثم يظهران معا…

https://www.youtube.com/watch?v=RMElJh7RXuY
https://www.youtube.com/watch?v=grZDYIEKHDI