قال صديقي إذا سمعت شيئا عن القضاء، لا تصدق كثيرا.
فهل رأيت القضاء يمشي وحيدا، ولا يرافقه القدر.
فآمن بالقدر وتحمل القضاء..
 وقال صديقي، لماذا تصدقهم عندما يحقدون على أصحاب الثروات المشبوهة؟
أليس الفقر أكبر شبهة في تاريخ البشرية؟
ولماذا تصدق دوما عندما يقولون لك بأنهم يأكلون أموال الشعب.
فهل أكلوا، مثل المتوحشين لحمه وشربوا مثل الشياطين دمه؟
لا عليك، ولا تصدق أن هناك أحزابا فاسدة،
فكلها تهتف باسمك وباسم الدستور وتهتف باسم الصناديق
في الاقتراع وفي .. الفراغ!
وكلها ياصديقي تسهر على تمثيل الشعب.
 وكل الأحزاب يا صاحي «ملصوص» عليها في الدستور،
ولولاها لما كنت ممثلا في قبة الحرية!
 لماذا تصدق بأن الذي يبيع ويشتري في الماس عدو للبلاد. فماذا لو أنهم لم يبعيوا ويشتروا الماس بعد كل اقتراع وقبله،
فمن أين للبلاد بالرواج؟
وكيف نصنف، مثل الدول الحليفة والصديقة، في عداد بلدان اقتصاد السوق؟
تدبر أمرك وفكر، فحتى الذين يتمتعون بالرمال وحدهم، 
وبالمياه في أعالي البحار وحدهم،
 والذين يكورون الأرض متى شاؤوا
 ويوزعونها بينهم متى شاؤوا،
فحتى هؤلاء ليسوا أعداءك يا صديقي،
إنهم  يتعبون لكي تجد الوقت الكافي للجلوس في المقهى المفضل،
والشارع المفضل،
 وفي القاعة المفضلة،
وهم قبل ذلك وبعده، يتخصصون في أمراض لا يمكن أن تصيب جسمك المتعود على الحصبة وبوزولوم .. والسعال الديكي،
..
تصور ( وجيب لي التصاورََ)
 ماذا كان سيكون يومك لو لم يكن هناك من يخرج الماس ليرفعوا صورهم وينادوهم بالرحيل؟
هل يمكن أن تشعر بأنك جزء من هذه الأمة العربية العصماء؟
الأشياء في الواقع يا صديقي مسألة وجهة نظر.
لا أقل ولا أكثر..
وأنت حول نظرك فقط لكي ترى الأشياء كما يراها الآخرون.
وتسلم عيونك يا صديقي من كل حول!
كل شىء رائع ..   فلا تقلد هؤلاء العميان..
فحتى الذين لا مهن لهم وجدنا لهم مهن التظاهر،
والكر والفر والتسلية مع قوات حفظ الأمن.
وكل هؤلاء الفاسدين الذين تملأ بهم ذهنك هم بشر مثلك،
يكفي أن تمسح قليلا زجاجة النظارات وترى نفسك.. السفاح والقاتل والجلاد والفاسد،
واختبيء حتى لا يراك الآخرون و… «تحصل» !