أنس العمري – كود //

كلينكات عاطيين الدق عاوتاني للمصابين بفيروس “كوفيد-19”. فمجددا، عادت عدد من المصحات الخاصة لتواجه عاصفة من الانتقادات، وسط اتهامات بعدم احترامها التعريفة الوطنية المرجعية، وذلك إثر فرضها فواتير خيالية على مصابين بالفيروس، والذين اضطروا إلى اللجوء للإستشفاء بهذه المؤسسات الصحية بعدما لم يجدوا مكانا شاغرا في المستشفيات العمومية المخصصة لعلاج الحالات الصعبة من الإصابة  بـ”كوفيد-19″، والتي باتت ممتلئة عن آخرها، خاصة في المدن التي تشهد تفشيا كبيرا للوباء، كالدار البيضاء، ومراكش، وأكَادير.

وتفجرت هذه الموجة عقب نشر مرضى وأقرباء لهم في مواقع التواصل الاجتماعي وتبادلهم عبر تطبيق “واتساب” مع معارفهم فاتورات التكلفة التي بلغها خضوعهم أو ذويهم للعلاج في بعض المصحات، والتي وصلت إلى أرقام فلكية.

وهو ما كان عليه الحال بالنسبة لعائلتين في أكَادير، حيث أدى مريض، وفق ما تضمنته فاتورة جرى تداولها في الساعات الماضية على الأنترنت، حوالي 50 مليون سنتيم نظير استقباله لبضعة أيام في قسم الإنعاش، بينما أكد أحد ساكنة مدينة أكَادير، ل”كَود”، أنه سدد ما قيمته 20 مليون سنتيم تكاليف استشفاء قريبيه في كلينيك، والذين وافتهما المنية بعد رحلة علاج قصيرة، بعدما هزمهما الفيروس.

وهذا ما كان عليه أيضا حال مريضة بالدار البيضاء، حيث فارقت الحياة بعد أكثر من 3 أسابيع من رقودها في العناية المركزة، وهي فترة أدت مقابلها عائلتها ما يفوق 60 مليون سنتيم.

وقد خلفت هذه الحملة لكشف جشع بعض أصحاب المصحات في هذه الفترة الوبائية الصعبة التي تجتازها المملكة، تفاعلا كبيرا في وسائط التواصل الاجتماعي، حيث تصاعدت الأصوات المطالبة بوقف جشع هذا اللوبي، الذي لا يتردد في المتاجرة في آلام المغاربة كلما وجد الفرصة سانحة لذلك.

وأكدت أن مغالات بعض المصحات في تكاليف استشفاء الحالات الحرجة والصعبة، على وجه الخصوص، يظهر بشكل جلي من خلال تدقيق بسيط في الفواتير المتداولة، متسائلة عن دوافع تخلي الجهات الوصية، في مقدمتها وزارة الصحة، عن دورها الرقابي على “سماسرية” بنظارات وبلوزة بيضاء، وذلك لوقف نزيف مص دماء المرضى وذويهم.

داعية إياها للاضطلاع بدورها الرقابي عبر مصالحها، وأساسا المفتشية العامة التابعة للوزارة، قصد رصد الخروقات والضرب بقوة على يد مقترفيها لإعادة الثقة للمواطن والمريض في القطاع الصحي بالمملكة في هذا الزمن الاستثنائي والطارئ، الذي يستدعي من الذين يتحلون بالضمير الإنساني ويحترمون “قسم أبوقراط” الذي أقسموه أن يسخروا جزء من طاقتهم بشكل تضامني لنخرج جميعا من هذه الأزمة بأقل الخسائر ونستعيد حياتنا الطبيعة في أقرب وقت.