أنس العمري – كود///
فمشهد ما غريبش على مجتمعنا، رفعو المغاربة تليفوناتهم في وجه السيوفا والمجرمين لي هاجو عليهم هاد الأيام، معلنين انخراطهم في الجهود الكبيرة التي تبذلها مصالح الأمن لمكافحة الظاهرة، والتي كللت حتى لدابا بتوقيف عدد من الجانحين ومصادرة كميات مهمة من الأسلحة البيضاء والمؤثرات العقلية والمواد المخدرة.
وجعل عدد من الأشخاص الهاتف الذكي أداة قوية في وجه الجريمة، وسلاحا رقميا فعالا، إذ من خلال توثيقهم عدد من الأحداث والجرائم ساهموا في تحقيق العدالة بتسريع توصل مصالح الشرطة إلى تحديد هويات متورطين في ارتكاب عمليات سرقة واعتداءات دامية من أجل تقديمهم أمام القضاء.
انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، مقاطع مصورة لعمليات سرقة واعتداء في عدد من المدن، التقطت بهواتف مواطنين كانوا في عين المكان، أو استعملوا كاميرات المراقبة المتاحة.
وهذه الفيديوهات، وإن كانت صادمة أحيانا، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى خيط رفيع قاد من خلاله مصالح الأمن إلى الجناة، وساهم في التعرف عليهم وتوقيفهم في وقت قياسي.
وحاليا، ولات شبكات (فيسبوك) و(إنستغرام) و(تيك توك) بمثابة فضاءات للإبلاغ الجماعي، حيث يتداول المواطنون لقطات الاعتداءات، ويضيفون تعليقات، ويحددون أماكن وقوع الحادث، وأحيانا أسماء الجناة إن كانوا معروفين. وفي أكثر من حالة، تفاعلت السلطات الأمنية بسرعة مع هذه المنشورات، مما أثمر عن توقيف متورطين لحظات قليلة بعد ارتكاب فعلهم الإجرامي.
ويعكس هاد الانخراط القوي من المواطنين وعي المجتمع بأن الأمن مسؤولية مشتركة. فالمواطن اليوم ما خاصوش يوقف مكتوف اليدين، بل يشهر هاتفه، يلتقط، يوثق، ويبلغ، مساهما بذلك في بناء مجتمع أكثر وعيا وأمنا. هادي هي الشراكة الجديدة، لي مبنية على أن: “اليد تكون في اليد.. ضد الجريمة”.