أنس العمري-كود///

فمدن فيها ببيئة أمنية معقدة بحال كازا، كتداخل تحديات الجريمة مع ضغط التوسع الحضري ومطالب المجتمع والحركة التي لا تتوقف ليل نهار، لا ينجح في القيادة إلا من يمتلك رؤية واضحة وعزيز عليه خدمتو. عزيز الإدريسي واحد من هؤلاء القلائل الذين أتقنوا لغة التوازن وسط الفوضى.

بصفتو رئيسا للفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء، خدام الإدريسي على أمن المدينة الغول بمنهجية لا مكان فيها لا للشعارات ولا الاستعراض. فهو دائما أقرب إلى العقل المنظم الذي يعرف أن المعركة الحقيقية لا تخاض فقط بالسلاح، بل بالحكمة، وبالقدرة على قراءة التفاصيل الصغيرة في كل قضية.

هو رجل لا يشبه منصبه بقدر ما يمنحه ملامح خاصة. لا يحتاج إلى رفع صوته لفرض حضوره، ولا يلوح بالسلطة ليفرض الانضباط. طريقته في العمل مبنية على الفهم والصرامة في آن، وعلى احترام القانون قبل أن يطالب الآخرين بذلك. في سلوكه المهني، لا مكان للمجاملة أو الارتجال؛ كل خطوة عندو محسوبة، وكل قرار نابع من تقدير دقيق للوقائع.

الإدريسي يعرف كيف يكون حازما بالقانون، ومنفتحا من دون تهاون أو ترك مجال لتجاوز خطوط الانضباط. هذه الثنائية هي التي جعلته يحظى بثقة المحيطين به، سواء داخل المؤسسة الأمنية أو خارجها.

زملاؤه يرون فيه نموذج في الانضباط، والمتابعون لأدائه يرونه عنوانا للجدية في زمن تكثر فيه العناوين وتقل الكفاءة. خلاصة القول صناع القرار فمديرية الأمن الوطني عندهم ثقة كبيرة في الإدريسي، في خبرته وكفاءته وحكمته، للحفاظ على كازا مضبوطة أمنيا، وخصوصا وأن حالات كثيرة أظهرت كيفي تتفك أكثر الملفات الأمنية تعقيدا بين يديه بكل سهولة، والنماذج كثيرة على ذلك.

ترقيته إلى رتبة مراقب عام سنة 2023 لم تكن مفاجأة. بل كانت رسالة واضحة: في عهد عبد اللطيف حموشي، مدير مديرية الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني من يشتغل بإخلاص يُقدَّر، ومن يثبت جدارته يمنح موقع القيادة. الإدريسي لم يركض خلف المنصب، بل يشتغل من أجلها حين تسند إليه، وهذا ما فعله طوال مساره.

فمدينة تشبه المتاهة، عزيز الإدريسي اختار أن يكون الخيط الهادئ الذي يقود الأمور نحو الوضوح. لا يصنع الضجيج، بل يصنع النظام.

بعيدا عن الأضواء، يحرص الإدريسي على بناء جيل جديد من رجال الشرطة يؤمنون بأن المهنة ليست سلطة، بل مسؤولية جماعية تجاه المجتمع. في الاجتماعات الداخلية، لا يكتفي بإعطاء التعليمات، بل يسائل المنهجيات، ويشجع على تطوير أساليب البحث والتحقيق بما ينسجم مع التحولات الجرمية التي لم تعد تقليدية، ولا محلية فقط. لهذا السبب، يحظى بتقدير واسع داخل محيطه المهني، حيث ُنظر إليه كقائد يتقن الإصغاء بقدر ما يتقن التوجيه.
ورغم ثقل الملفات وضغط الزمن، لم يفقد الإدريسي بوصلته الإنسانية. فبالنسبة له، النجاح الأمني لا يقاس فقط بعدد القضايا المحسومة، بل بمدى استعادة المواطنين لشعورهم بالأمان. وهذا الوعي المجتمعي الذي يحمله جعله أكثر من مجرد مسؤول تنفيذي لقد تحول إلى نقطة توازن بين القانون كإطار، والواقع كاختبار يومي متجدد.

الإدريسي ماشي من الناس اللي يكتفيو بالتعامل مع النتائج، بل كيآمن بأن الفهم الحقيقي للجريمة كيبدا من جذورها. داكشي علاش كيشتغل بتنسيق دائم مع مختلف المصالح، وكيعطي أهمية كبيرة للتحليل الاستباقي والمعطيات الميدانية. قدر يطور فالمصلحة ديالو واحد الثقافة ديال اليقظة المستمرة، والاعتماد على الذكاء الجماعي، باش يتم اتخاذ القرارات بسرعة وبأقل هامش للخطأ.

وبجانب الجانب التقني والمهني، عندو حضور إنساني خاص يخليه قريب من الناس بلا ما يفقد الهيبة ديال المؤسسة. في مواقف كثيرة، كان الإدريسي هو داك المسؤول اللي كيعرف يتعامل مع مواقف صعيبة، بلا ما يتهز. كيعرف يسمع، ولكن ما كيسمحش بالتجاوز. نموذج ديال القيادة الهادئة، اللي كتخلي اللي خدامين معاه يحسو أنهم جزء من مشروع أكبر من مجرد وظيفة. وهنا بالضبط كيبان الفرق بين “رجل سلطة” و”رجل مسؤولية”… والإدريسي، بكل وضوح، هو الاثنين معا.

الادريسي تدرج فالشرطة القضائية ماشي واحد طاح بيه السقف. بدا من مراتب دنيا. خدم وجد واجتاهد. اكثر من 32 عام وهو فهاد الشرطة. كيعرف كل تفاصيلها. هاد الرجل الانيق عندو خصلة اخرى. فكازا كيعرف فئات سوسيولوجية واقتصادية مختالفة. عزيز كيعرف الشاعر والفنان والمبدع والصنايعي والمدير والرئيس….. مع كل فئة يتواصل ويداكر ويتناقش. معرفة مهنية. فخدمتو ما كيعرف حد. كيعرف غير واجبو المهني. يمكن على هاد القبال عندو محبة خاصة. يمكن لهاد السبب الادريسي اكثر رجل امن تعرض للهجوم والاستهداف من جهات خارجية همها استهداف لبلاد. طبعا مشاو للكبار باش يشككو المغربي فبلادو. هاد الشي كولو مخليه كيخدم وناجح فخدمتو. كازا محتاجاه يكون والي امنها. يحميها فالتحديات اللي جاية.