حميد زيد – كود//

في فرنسا.

في الولايات المتحدة. في إنجلترا. في كل العالم الحر. في كل الديمقراطيات. في صحفهم. في مجلاتهم. في قنواتهم. في محطاتهم الإذاعية. عليك أولا. وقبل أي شيء أن تدين المقاومة. وحركة حماس. والهجوم الذي قامت به كتائب القسام.

وأي ضيف.

وأي رجل سياسة.

لا كلام معه. ولا حوار. ولا ترحيب به. إلا إذا قال إنه ضد ما قامت به المقاومة.

قُلْ.

قُلْ إنك ضدها.

أدِنْها.

وتضامن مع إسرائيل.

وإلا انصرفْ من بلاتوهاتنا. ومن استوديوهاتنا. ومن صفحاتنا.

وكأن هناك اتفاقا بين الجميع.

وكأنها كلمة السر.

وكأن الخط التحريري لكل العالم الحر يوجد في تل أبيب. أو في  مقر من مقرات ال”تساهل”.

أدنها.

قل. قلْ إنك ضد المقاومة.

وعليك أن تبدو متأثرا وأنت تدينها.

عليك أن تحزن من أجل الضربة التي تلقتها إسرائيل.

عليك أن تبالغ في إنسانيتك.

عليك أن يصاب موقفك الإنساني بشلل نصفي. كما قال يساري فرنسي. حاولوا أن يرغموه على الإدانة.

عليك أن تربت على إسرائيل ضحية”الحيوانات” الفلسطينية.

إسرائيل المحبة للسلام.

عليك أن تحبها.

عليك أن تحضنها.

عليك أن تذرف الدموع.

عليك أن تدين كل ضحاياها.

عليك أن تتحدث عن المشاهد المؤلمة.

عليك أن تختزل القضية كلها في شباب كانوا يرقصون.

عليك أن تنسى التاريخ كله.

عليك أن تنسى الجرائم كلها.

عليك أن لا ترى الأطفال الفلسطينيين. والنساء الفلسطينيات. وهم يموتون كل ساعة. ومنذ عقود. تحت القصف. في غزة.

عليك أن تحمل حماس المسؤولية.

عليك أن تتحدث عن رؤوس الأطفال الإسرائيليين التي قطعتها المقاومة.

عليك أن تكذب. وتكذب. وتلفق. وتنخرط في الدعاية الإسرائيلية.

عليك أن تتخيل المقاومة كما ترسمها إسرائيل للعالم.

عليك أن تساعد إسرائيل في كذبها.

عليك أن تتطوع لخدمتها.

عليك أن تقطع رؤوس أطفالها كي يتأثر المشاهدون. وكي يتضامنوا مع القاتل الحقيقي.

عليك أن لا تتراجع.

هيا.

أدنها. أدنها أولا. أدن حماس.

ما يعني في الحقيقة أنه عليك أن تدين فلسطين. وتدين أي مطالبة باسترجاع حقوقها.

وأرضها.

والحصول على دولتها.

ما يعني أنه عليك أن لا تتحدث عن الاحتلال.

وأن لا تدنه.

وأن لا تشر إليه. وألا تحمل إسرائيل أي مسؤولية.

لا.

لا.

وقبل كل شيء أدنها. قل لنا إنك لا تقبل ما قامت به المقاومة.

قل لنا إنها مجرمة.

قلْ لنا إنها تقتل أيضا الشعب الفلسطيني.

وتقتل خصومها من الفصائل الفلسطينية.

واكذب.

ولا تتوقف عن الكذب.

قل إن إسرائيل تحمي السلطة الفلسطينية من حماس.

أما حين يعثرون في الإعلام الفرنسي على شخص مستعد لإدانة المقاومة. شخص نشاز. فإنهم يتنافسون عليه. ويخصصون له الصفحات. ووقت الذروة. والغلاف.

ويعلون من شأنه. ويبروزونه. ويجملونه. ويعطرونه. ويشيدون به.

والأروع أن يكون عربيا.

وفي البرلمان.

هذا المكان الذي يجتمع فيه المنتخبون. ويمارسون الديمقراطية. ويختلفون فيه. و يصوتون على المشاريع.

وقبل أي حديث.

أدنها أولا.

أدنها. أدنها. أدنها. أدنها.

وإلا فأنت نازي. ومعاد للسامية. وناف للإبادة. ومع الإرهاب.

و في البرامج التلفزيونية.

وفي نشرات الأخبار.

أدنها. أدنها. أدنها. أدنها.

وكأن أمرا صدر ممن يحكم هذا العالم.

وكأن لا انتماء لك. ولا اعتراف بك. ولا حرية لك. إلا إذا أعلنت عن إدانتك للمقاومة الفلسطينية. وسكت بالمقابل عن جرائم إسرائيل.

وسكتّ عن 70 سنة من القتل.

فأدنها.

أدنها.

وأشدْ في المقابل. بإسرائيل. وأشد بالاستسلام للقوة. وللاحتلال.

وأشدْ بالقتل اليومي

وعلى مدار الساعة للفلسطينيين.

وتحدث عن الرعب.

وتحدث عن الوحشية. وعن الإخوان. وكن عنصريا ما استطعت. وكن مع إسرائيل.

كنْ مع المحتل.

كنْ مع الكذب

ومع البروباغندا

كن مع “توحيش” الفلسطيني.

كن مع حيْوَنَتِه.

و أدنه

أدن رغبة شعب في الحرية.

أدن غضبه.

أدن صرخته.

أدنْ انتقامه.

وقل إنك ضد ما ارتكبته المقاومة.

قل كلنا إسرائيل.

قلها.

وإلا….