علي الصافي – كود//

زار الجنرال سعد الدين الشاذلي، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 ماي 1971 إلى 13 دجنبر 1973، المغرب في مطلع عام 1972، لمناقشة مشاركة القوات المسلحة الملكية، التي قرر الملك الحسن إرسالها، في الحرب ضد إسرائيل، وللوقوف على مدى جاهزيتها.

يقول الشاذلي في مذكراته: “قابلت جلالة الملك الحسن الثاني يوم 2 فبراير 1972، وكانت إجراءات ومظاهر المقابلة مثيرة للغاية. لقد تحركت أولا إلى مبنى وزارة الحربية، حيث استقبلني الجنرال محمد أوفقير الذي رافقني إلى القصر الملكي. وفي مدخل القصر، كان هناك حرس شرف بالملابس العربية (يقصد الحرس الملكي). وعلى مدخل غرفة الملك، كان يقف المعلن ومعه عصاه التقليدية. وبينما كنت أخطو إلى داخل المكتب، ضرب المنادي بعصا، ليلفت الأنظار، ثم أعلن بصوت جهوري: (الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية). كان الملك يقف في نهاية الغرفة بجوار مكتبه، ويحيط به عدد من مستشاريه. لقد أوحى لي هذا الاستقبال بأن الملك يحاول أن على التقاليد العربية بعد أن أدخل بعض اللمسات الغربية. وفي خلال الأيام القليلة التي قضيتها في المغرب، ازددت اقتناعا بحقيقة ذلك. إن المغرب هو، في الحقيقة، مزيج غريب من الشرق والغرب. ففي بعض المظاهر قد يبدو شرقيا أكثر من أي بلد عربي، وفي مظاهر أخرى قد يبدو المغرب وكأنه غربي أكثر من أي بلد عربي آخر”.

ويضيف الشاذلي: “حضر مقابلتي مع الملك الجنرال أوفقير ورئيس الديوان الملكي. أنصت الملك إلى كلامي ثم علق في النهاية: (إن القوات المسلحة المغربية جميعها تحت تصرفك. إن كل فرد في المغرب سيكون سعيدا عندما يرى قواتنا المسلحة تقاتل من أجل القضية العربية). قلت: (يا صاحب الجلالة قبل أن أحضر إلى هنا، كانت لدي فكرة عامة عن القوات المغربية من حيث الحجم والتنظيم، وإني أود أن تتاح الفرصة لزيارة تلك الوحدات للتعرف على مستواها التدريبي وقدراتها القتالية). قال الملك: (اعتبارا من باكر، يمكنك أن تزور أي وحدة ترغب في زيارتها. وبعد أن تنتهي من زياراتك كلها، تعالى لمقابلتي مرة أخرى، وقل لي ماذا تريد)، ثم أضاف: (لا تشغل نفسك طوال الوقت، حاول أن توفر بعض الوقت لزيارة بلادنا). بعد أن تحدثنا عن الموضوع الرئيسي الذي حضرت من أجله، أعطى الملك تعليماته إلى الجنرال أوفقير بأن يقوم بترتيب بعض الزيارات الترفيهية لي”.