الوالي الزاز -كود- العيون////

[email protected]

شهد نزاع الصحراء سنة 2024 تحولات كبيرة على المستوى السياسي حققت عبرها المملكة المغربية جملة من الانتصارات التي رسخت مغربية الصحراء وساهمت في تثبيت مبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد وأوحد لتسوية هذه المسألة الإقليمية المفتعلة.

وفي هذا الصدد لم تقف الجزائر وجبهة البوليساريو في موقف المتفرج، إذ عمدت على اعتماد أساليب مختلفة في 2024 لإبعاد الأنظار عن هزائمها الدبلوماسية المتتالية، والهروب من الطوق المحكم المضروب عليها سواء من المغرب أو الدول المعترِفة بمغربية الصحراء المجاهِرة باصطفافها إلى جانب المملكة المغربية ووحدتها الترابية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا.

ولجأت الجزائر وجبهة البوليساريو خلال سنة 2024 إلى تكتيك جديد غير أخلاقي في معركة تكسير العظام الدائرة رحاها، إذ تبنيتا مقاربة قائمة على بث التشرذم وتفكيك أواصر المجتمع الصحراوي المغربي وتفكيك الارتباط الإنساني بين مكوناته باستغمال منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بحثا عن تحقيق أية نتيجة وإن كانت تلك النتيجة التشويش فقط على ضوء تراصِّ المجتمع في الأقاليم الجنوبية تحت العلم المغربي ووعيه الكبير بهكذا استراتيجيات لا يُتوخى منها سوى تأخير مسيرة البناء والتشييد والثقة في الإنسان كفاعل أساسي في ترقية الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحقوقي والإنساني.

2024.. الجزائر والبوليساريو معًا لتبخيس جهود التنمية المغربية

مرت سنة 2024 ثقيلة على الجزائر والبوليساريو، إذ تخللها جملة من المنجزات التنموية على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، لاسيما جهة العيون الساقية الحمراء، وهي المنجزات التي أخرست أفواه المشككين، وجعلتهم يلجأون لمنصات التواصل الاجتماعي لإشباع نزعتهم الانتقامية عبر التبخيس منها والتقليل من قيمتها في محاولة لتحريض الرأي العام المحلي بالصحراء وتكذيب صورة الواقع الذي يعيشونه فعلا وإلباسه ثوب عدم الفائدة والانتقائية والسواد.

انتظمت الجزائر وجبهة البوليساريو سنة 2024 في محاولات بئيسة لترويج المغالطات والأكاذيب، حيث سجلت السنة توجها كبيرا لمحسوبين عليهما نحو منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، وذلك بتسجيل مئات الحسابات الجديدة التي كان هدفها الوحيد مهاجمة المغرب والتقليل من شأنه وبث المغالطات حوله، بل واختلاق قصص وسيناريوهات لا يتقبلها عقل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والتجارية والثقافية وغيرها.

استعملت الجزائر والبوليساريو خلال سنة 2024 مقاربة الهدم في مواجهة التنمية المستدامة على مستوى جهات المملكة، حيث صبت جام “تدويناتها وتغريداتها” على حقيقة التقدم التنموي في الأقاليم الجنوبية للمملكة مع إعطاء انطلاقة كل مشروع أو وضع أساسه، وهو التقدم الذي شمل كافة مناحي الحياة وقوبل بارتياح من طرف الرأي العام الساعي للأمن والاستقرار واستكمار مسار البناء والتشييد بقيادة الملك محمد السادس.

2024.. الجزائر والبوليساريو واستهداف التمثيلية الشرعية

أرّقت التمثيلية الشرعية لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة بال الجزائر والبوليساريو سنة 2024، وذلك بفعل حقيقة صفتهم المستمدة من انتخابات شرعية ديمقراطية مشهود لها من طرف المراقبين والمنظمات الدولية بالمصداقية والشفافية، خاصة وأن هذه المحطة الديمقراطية أسفرت عن تتويج جهة العيون الساقية الحمراء بأكبر نسبة مشاركة على المستوى الوطني اقتربت من السبعين في المائة، ما حوّل هذه المحطة لاستفتاء حقيقي على مغربية الصحراء.

توجهت الجزائر والبوليساريو خلال هذه السنة لاستلهام مقاربة الشيطنة وبشكل بعيد الأخلاق واتسم باللؤم عبر استهداف منتخبي المنطقة اسما باسم، مروجة عبر أبواقها الافتراضية لجملة من الأكاذيب عنهم والتشهير بهم قذفهم ووصفهم بأقدح الأوصاف والنعوت في سياق محاولة تأليب الرأي العام عليهم وتشويه سمعتهم واستهداف شخوصهم لإضعاف عزيمتهم، وهي المحاولات التي اصطدمت بقوة تلك العزيمة ووطنية كبيرة ومسؤولية ونكران للذات في خدمة ساكنة المنطقة والاصطفاف للدفاع عن مصالحها وطموحاتها.

2024.. الجزائر وجبهة البوليساريو من أجل تفكيك روابط المجتمع في الأقاليم الجنوبية للمملكة

اعتمدت الجزائر وجبهة البوليساريو في سنة 2024 استراتيجية مفضوحة عِمادها النيل من الإنسان الصحراوي أو بالأحرى الداعم لمغربية الصحراء، إذ اصطفت حسابات الجزائر والبوليساريو ونزلت بكل ثقلها في العالم الافتراضي ووفق منهجية واضحة قوامها تفكيك أواصر المجتمع الصحراوي المغربي وإضعاف لُحمته والنيل من نفسيته ومعنوياته.

لم تتوانى الحسابات الافتراضية مدفوعة الثمن التابعة للجزائر وجبهة البوليساريو في زرع القلاقل مجتمعيا في الصحراء واستهداف مناصري الوحدة الترابية، إذ بالغت كثيرا في منهجية التشهير والقذف في حق الأشخاص سواء الأشخاص العاديين أو الحقوقيين أو الإعلاميين أو النساء أو الموتى أو حتى الذين لا ناقة لهم ولا جمل صك اتهامهم رهين بوحدويتهم ومناصرة مغربية الصحراء.

وعمدت الجزائر وجبهة البوليساريو لتحقيق هدفهما على تشويه سمعة هؤلاء واتهامهم بالأباطيل سواء عبر محاولات إلصاق تهم الفساد أو تجارة المخدرات أو “العمالة” و”الخيانة” والتبعية للأجهزة الأمنية والحظوة بالأملاك والامتيازات مقابل ذلك لحث الرأي العام على مقاطعتهم إنسانيا وعزلهم اجتماعيا.

2024.. الجزائر وجبهة البوليساريو معا لخلق الشك وزعزعة العلاقة بين ساكنة المنطقة ومؤسسات الدولة

بذلت الجزائر وجبهة البوليساريو بناء على هجمتهما الممنهجة في منصات التواصل الاجتماعي مساعي كبيرة لخلق الشك وزعزعة العلاقة بين ساكنة المنطقة ومؤسسات الدولة، حيث استهدفت في البداية مسؤولين ترابيين عبر الترويج للأكاذيب في حقهم والتشهير بهم وبذويهم واغتيال معنوياتهم والتحريض ضدهم، وتلفيق التهم لهم عبر تدوينات وتغريدات وأشرطة فيديو مجهولة المصدر متداولة عبر تطبيقات التراسل الفوري لتوجيه ساكنة المنطقة بطريقة غير مباشرة لكراهيتهم ومعارضتهم والتعبير عن ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وانخرطت الجزائر وجبهة البوليساريو بعد فشل مقاربة خلق حالة الشك وعدم اليقين في مساعي ذميمة أخرى، إذ لم تجد من حل في سبيل تحقيق مساعيها المرتبطة بزعزعة العلاقة وفقدان الثقة بين ساكنة المنطقة ومؤسسات الدولة سوى اختلاق سيناريوهات تدليسية لتأليب الرأي العام وتسويق الإشاعة، حيث انتظم هؤلاء بشكل ممنهج في حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لتوزيع الدولة امتيازات اقتصادية ومالية على فئة من المواطنين وبعض القبائل الصحراوية دون غيرها وبشكل تمييزي، وذلك بغرض تهديد السلم الاجتماعي في المنطقة وخلق فجوة بين مؤسسات الدولة والساكنة، وهو الأمر الذي تصدت له الساكنة بوعي كامل صنوانه الثقة في الدولة والتجند لإقبار المؤامرات العدائية.

لم تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ولا نزاع الصحراء كهذه المقاربة الذميمة من الاستهداف والتفرقة والتشرذم، إلا بوصول إبراهيم غالي لزعامة البوليساريو، حيث تغيرت إستراتيجية جبهة البوليساريو بشكل كبير من الفعل السياسي أو الميداني نحو النيل من لُحمة ساكنة الصحراء وأمنها واستقرارها ولعل واقعة تفجيرات السمارة الإرهابية وتسجيل إصابة صحراويين في تلك الاستهدافات الإرهابية لأكبر دليل على عدم وجود حدود أو أخلاق لقيادتها المسؤولة عن محاولات بث التفرقة والتمييز والتحريض ضد ساكنة المنطقة.