هو العام الواحد بعد العشرة بعد الألفين، يغادر بقوة تاركا وراءه ضحايا من العيار الثقيل في نادي الزعماء في العالم العربي، وشارعا مشتعلا بالاحتجاجات المطالبة إما بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس وبالإصلاحات السياسية وبإسقاط الاستبداد الذي سمم الهواء في العالم العربي، والفساد الذي خلق فقراء لا يجدون ما يأكلوه حتى بين الأزبال، فالعام 2011 علامة فارقة في التأريخ العربي المعاصر، ففيه استيقظ العالم العربي من سبات انطلق منذ الاستقلال واستمر إلى غاية العام الأول في العشرية الثانية في الألفية الثالثة. في العام 2011 تم الإعلان عن ولادة الشارع العربية كقوة خامسة لها سلطة الإسقاط والتنصيب، كشرعية يتم الاعتراف بها لأول مرة في المنظومة السياسية العربية الموحدة، فدول عبرت الوادي الكبير الهادر، كتونس التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي وفق تسمية الصحافة الغربية، ودول لا تزال تصارع الحراك بالسلاح، كسوريا بشار الأسد، ودول لا تزال في منزلة ما بين المنزلتين، كيمن الرئيس المتررد في الرحيل علي عبد الله صالح، ودول تعيش الجيل الثاني من الثورة من خلال المطالبات برحيل العسكر، كمصر، فيما دولة واحدة في المنطقة العربية ركبة موجة عالية وخاطرت لضمان الاستمرارية للنظام من خلال الإصلاح من الداخل، كمالغرب. الحراك العربي في العام 2011 كشف وجود تطلع للشعوب العربية لحياة أفضل ولأن يكون للشعب مشاركة في السياسيات التي تدبر بها دوره عوضا عن التحول فقط لمتفرجين سلبيين لا يدلون لا برأي ولا بتعليق، وأتى التعليق هادرا في ميدان التحرير في القاهرة وفي شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة، وفي شارع محمد الخامس في الرباط، ولكل شارع سقف من المطالب يتحدث بها، ولكل حراك مشروعه الذي يريد الوصول به إلى بر الرسو. من عايش تجرية الحراك الناعم في الشارع المغربي، تابع شبابا يخرجون للمطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد والحكومة والبرلمان في يوم مشمس وبارد من الأحد 20 فبراير 2011، عقب مرور ساعتين اثنتين في الصباح تساقطت فيها الأمطار على من حضر لساحة باب الحد في قلب الرباط للاحتجاج إعلانا بوصول الربيع العربي إلى المملكة المغربية، والذي غير أشياء كثيرة لم تنجح في اقتراح جدرانها مذكرات الأحزاب السياسية المغربية، وتحرك قطار الإصلاحات في اتجاه إرسال المملكة المغربية الثانية ووصول تاريخي وغير مسبوق للإسلاميين إلى السلطة في البلاد. وسيكون العام 2012، محطة انتظار منتوج محصول ما حرثه الحراك السلمي في الشارع المغربي على صبورة انتظارات المغاربة من الحكومة الإسلامية المرتقبة لعبد الإله بن كيران الصدر الأعظم الجديد.
