حميد زيد – كود//
نحن في موقع كود لا نحب الرخص.
كل ما هو رخيص نرفضه. ونشهر به. ونفضحه.
نحن موقع منحاز إلى الغلاء.
وإلى القيمة العالية.
وإلى الأناقة.
و نشمئز من البؤس. ومن الفقر.
ومن الوفرة.
ومن أن يأكل الجميع.
وهذا هو الخط التحريري الذي نتبناه.
ومن يشتغل معنا. عليه أن يخضع له. ويحترمه.
ولذلك كنا منذ البداية ضد عبد الإله المراكشي. بائع السردين بخمسة دراهم.
ومنذ أن ظهر. ونحن نهاجمه. ونحاول بكل الوسائل أن نقنع قراءنا أنه يربح من تيكتوك.
لأن القضية بالنسبة إلينا مبدئية.
ولا نقبل أن يباع السردين بخمسة دراهم.
وكي نكون واضحين فنحن لسنا ضد السردين.
السردين لا دخل له في هذه المعركة التي نخوضها.
بل إننا ندافع عنه.
و ضد أن يسقط كل هذا السقوط.
وأن يباع بخمسة دراهم.
ونقول إنه لا قيمة للسردين في بلادنا. حين يشتريه المغربي بهذا الثمن.
ونعتبر أن في ذلك احتقارا له.
و تنقيصا منه.
وهجوما عليه.
و تقليلا من شأن قيمته الغذائية. وأحماض الأوميغا 3 التي يتوفر عليها.
وإساءة إلى البروتينات.
وهدفنا هو الإعلاء من قيمة السردين.
وأن يكون سمكة محترمة بين الأسماك.
وأن لا يشتريه من هب ودب.
وأن لا يمنح بالمجان. وبدرهم. وبخمسين سنتيم. وبأن يرمى للقطط.
هدفنا في كود أن تكون للسردين مكانته التي يستحقها.
وأن يكون له تقدير بين المغاربة.
وأن لا يباع ويشترى بثمن بخس.
وأن يحترمه الذي يريد أن يأكله.
ولا ينظر إليه نظرة ملؤها الازدراء.
فالسردين يشعر بالدونية حين يرى نفسه متوفرا. ورخيصا.
ومتاحا للجميع.
كما أن النفس تعافه بسبب سعره.
وتشك فيه.
لأنه من المستحيل أن يثق المرء في ما يباع بخمسة دراهم.
و كل ما يباع بهذا الثمن هو سيء بالضرورة.
وجودته أقل.
ومزيف.
وتقليد لأصل.
كما أنه لا يمكنك أن تشتهي شيئا يمكنك أن تحصل عليه بهذا المبلغ الزهيد.
وحين يكون ما تشتهيه متوفرا.
وطوع بنانك.
و من السهل الحصول عليه.
فإنك تنفر منه. وتتجنبه. وكلما نظرت إليه. بدا لك رخيصا. وبلا قيمة.
وهذا يسيء إلى السردين.
ويصمه.
ويجعل هذا النوع من السمك مضطهدا.
وقيمته أقل.
مع ما ينتج عن ذلك من تمييز. ومن إقصاء. ومن إحساس بالدونية.
وأن يخرج السردين من البحر.
ثم يحمل في المراكب. والسفن.
ويركب في الشاحنات.
وينتقل بين المدن. ويسافر. ويستهلك كل ذلك الثلج. ثم يباع في النهاية بخمسة دراهم.
ففي هذا عدم احترام له.
في هذا إهانة له.
ولو كان السردين عاقلا. ويفكر. لتوقف عن التكاثر.
فالمسألة تتعلق أساسا بالكرامة.
و بالقيمة.
وعلى الذي يريد أن يأكل السردين أن يحترمه.
كما يحترم اللحم. والدجاج.
والاحترام لا يأتي من القيمة الغذائية. بل من قيمتك في السوق.
ومن ثمنك.
ولذلك نحن واضحون في موقع كود. ونعتبر الشاب عبد الإله خصما لنا.
ونتهمه بتوظيف السردين.
واستغلاله.
و بجعله رخيصا.
ملقى في الرصيف. وفي الجنبات. وفي الطرق.
و بإبعاده عن النخبة التي يصعب عليها الاختلاط مع من يشتري بخمسة دراهم.
وقد يكون المواطن المغربي متضررا من الغلاء.
وقد تكون هذه الفترة التي يمر بها صعبة
لكننا نرفض في موقع كود التضحية بالسردين
و الضغط عليه
وبيعه بدرهم
كأنه لا شيء
وكأن لا ثمن له ولا قيمة.