عمـر المزيـن – كود///
قال فوزي الصقلي، رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، في تصريحات لـ”كود”، إن المهرجان يتطابق مع مدينة فاس وتاريخها وثقافتها المبنية بالدرجة الأولى على الثقافة الروحية وعلى العلوم والفكر والإشعاع الثقافي.
وأبرز الصقلي أنه “يتجلى كل هذا في التصور، منذ بداية المهرجان، الذي يرتكز على الثقافة الصوفية كما يقول بعض المؤرخين من حيث الجانب الصوفي الذي تتميز به فاس هي عبارة عن زاوية بكاملها لكثرة الطرق الموجودة بها”.
هذا التصور، حسب الصقلي، يتجلى أيضا في “إفرازات الثقافة الصوفية من الناحية الأدبية والشعرية والفكرية، وكذا الفنية والمعمارية وجانب القيم وكل ما يتعلق بالحياة اليومية بفاس خاصة والحضارة المغربية على العموم وكنتاج للعمل الصوفي ككل، والذي يكون ثروة غنية جدا في المغرب”.
وذكر أن “المهرجان يرتكز على التراث الصوفي كتراث ثقافي، هذا المهرجان هو نتاج أطروحة أنثروبولوجية تقصد هذا الهدف وكل الناس يعيشون محطات هذا المهرجان الذي له صلة بثقافة عميقة متجذرة ينتمون إليها، تلعب دور كبير في التربية والتنشئة المجتمعية”.
وأضاف: “الثقافة الصوفية في حد ذاتها هي ثقافة ترتكز على مبادئ جاء بها الإسلام والمنفتحة على كل الثقافات والحضارات. الثقافة الصوفية ترتبط بباقي الثقافات وألوان الثقافات الصوفية الاخرى في العالم وهذا هو ما يكون برمجة المهرجان وتنوعه من أفريقيا إلى آسيا وأنحاء ثقافات العالم”.
ويرى رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية أن مشاركة فرق يحملون هذه الفنون في فعاليات الدورة الـ16 ساهم أيضا في حضور وتتبع فئة كبيرة من الجمهور من خارج الوطن وأصبح محطة اهتمام بالنسبة لهم حيث أصبحت فاس تلعب هذا الدور وتساهم في إنماء سياحة روحية، مؤكدا أن برنامج المهرجان لهذه السنة مملوء حيث هناك أنشطة في الصباح والعشية والمساء لمدة 10 أيام.
وزاد قائلاً: “تنشط مدينة فاس مدة المهرجان حيث هناك حضور لهذه السبحة التفافية وانعكاساتها على الجانب الاقتصادي. قاعة المحاضرات كانت مملوءة دائما كل صباح وعشية تضم تقريبا 1000 من الحضور. باب الماكنة ما بين 2500 و3000 من الحضور كل ليلة من داخل وخارج المغرب، وتتبع لوسائل الإعلام وطنية و دولية”.
الصقلي أبرز أنه “من خلال المهرجان كان هناك إحياء للفضاءات الأثرية التاريخية مثل المدرسة البوعنانية ودار اعديل وباب المكينة وحديقة جنان السبيل، مضيفا: “تلعب فاس دورها في التواصل بين الثقافات والحضارات ودورها في الدبلوماسية الروحية والثقافية وهذا مستمد من الرؤية الملكية السامية أن المغرب هو فضاء تلاقح كل الحضارات والأديان والتيارات الفكرية من أجل التلاقح والتكامل وهذا هو النهل الذي يستلهم منه مهرجان فاس للثقافة الصوفية”.