كـود : عمـر المزيـن//

خلقت عمليات صيانة وترميم مكتبة خزانة القرويين بمدينة فاس الكثير الجدل حول نجاعتها، خصوصا أنها تحتوي على تراث مغربي عريق يقدر بأحد عشر قرنا بالعالم الإسلامي. وأثارت عمليات الترميم للمكتبة التي تعد مزارا للعلماء والخبراء، حسب المهتمين بإنقاذ تراب العاصمة العلمية العديد من التساؤلات، حيث لم تحترم رمزية الكنز الثقافي الكبير من جهة، وكذا مجموعة من الشروط الأساسية للحفاظ على جزء من تاريخ المغرب الضارب في أعماق المدى من جهة أخرى.

وحسب ذات المهتمين، فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة والشركة المعهود لها بالمشروع، اكتفت ببناء قاعات قراءات حديثة ومقصف دون اعتماد استراتيجية صيانة كفيلة بحفظ هذا الموروث، إذ ظهرت بالمكتبة التي تضم 32 جناحا بعد أسابيع من عمليات الصيانة مجموعة من العيوب، أكثرها خطورة الرشح على مستوى أسقفها بالموازاة والتساقطات المطرية، علاوة على عدم احترام الشركة لأبسط شروط الحفاظ على المخطوطات التاريخية عبر اعتماد أسلوب تهوية عادي من شأنه تهديد سلامتها على الأمد المتوسط، ولايقيها الرطوبة وارتفاع أو تدني درجة الحرارة.

واستنادا لذات المهتمين، فإن المكتبة وجزء من التراث المغربي مهدد بالزوال بشكل كلي، مما يستوجب مراجعة الجهات الوصية لدفتر تحملات المشروع. وحسب مصادؤ “كود”، فإن إعادة صيانة هذا المشروع وتمويله جاء بعد طلب تقدمت به وزارة الثقافة إلى البنك العربي الكويتي، حيث دامت عملية الصيانة لأزيد من 4 سنوات.