كود كازا//
تستمر معاناة العاملين داخل مؤسسات، اختارت مقراتها داخل عمارة الأحباس بمدينة الدار البيضاء، مع استمرار تعطل المصاعد الست التي تربط بين 20 طابقا، إلى جانب استمرار انقطاع الماء وانعدام النظافة في كل المرافق، من المدخل إلى الأدراج.
تزعم نظارة الأوقاف، التي تدير المبنى، أنها تشتغل على إعادة عمل المصاعد إلى طبيعته، لكن واقع الحال اليومي يثبت أن الحل لن يكون غدا، بل يبدو أنه لا يمكن أن يكون في المستقبل القريب، إذ منذ عدة سنوات ما يزال تقنيون حاضرين في الموقع لـ”ترقيع ما يمكن ترقيعه”، كما قال أحدهم، وكأن لسان حاله يقول إن الإدارة طلبت منهم، فقط، أن يشتغلوا بالحد الأدنى، دون أن تكلف نفسها عناء التعاقد مع شركة مهنية، بمقدورها أن تعالج المشكل من الأصل. يذكر أن مداخيل العمارة تتجاوز 50 مليون سنتيم، تأتي عبر مستحقات كراء الطوابق، التي يحتضن أغلبها مقرات ثلاث مؤسسات أو أكثر، من بينها مؤسسات إعلامية ومكاتب محاماة ووكالات أسفار فضلا عن مكاتب تمثل شركات دولية…
فضلا عن تعطل المصاعد والاكتفاء بمصعد واحد، يعصب عليه تأمين تنقل العاملين والوافدين، مما يجعل المدخل قاعة انتظار كبيرة، يستمر انقطاع الماء الذي يأتي من بئر في أسفل العمارة، إذ أن المبنى لا يرتبط بقنوات تابعة لوكالة توزيع الماء. أمام هذا الوضع، يضطر الراغب في قضاء حاجته إلى النزول سريعا عبد الأدراج والبحث عن محل آخر، قد يبعد كثيرا، في الوقت الذي تتحول فيه المرافق الصحية إلى مشتل لتناسل الحشرات…
وقد يمكن لأي وافد جديد أن يلاحظ انعدام النظافة، ابتداء من مدخل العمارة، إلى الأدراج، وفي الطوابق الفارغة التي تحولت إلى مطارح.
مع استمرار معاناة العاملين، تتواصل شكايات المتعاقدين مع نظارة الأوقاف، دون أن يتلقوا أي جواب. يبدو أن السيد الناظر يعيش “في عالم آخر”، وربما يدير المبنى عن بعد، لأنه يعرف، في حال حضوره، قد يضطر للانتظار رفقة المنتظرين، أو قد يضطر للصعود على الدرج…
يتساءل الناس حول إن كان المسؤولون في الرباط على علم بما يقع في شارع الجيش الملكي، أم أنهم مشغولون بقضايا أخرى، وبأحباس جديدة.