نوفل طرشول كود ////

عمركم شفتو شي واحد كيفتخر بشي حاجة ما دارهاش؟ أنا كنفتخر بحاجة ما درتهاش، كنفتخر بأنني عمري شاركت ف مظاهرات عشرين فبراير وعمري آمنت بشي شعار من شعاراتهم ولا حتى درت لايك لشي پاج ديالهم. ماشي حيت أنا مخزني ولا عندي مصالح مع المخزن كتمنعني من إسقاط “الفساد”، وإنما لكون الحركة بصفة عامة سطحية وما خاطباتش نقط مهمة بزاف ف رأيي، وجات فقط كنتيجة لأورگازم ثوري يوتوبي نتشر ف المنطقة اللي كننتميو لها ثقافيا، أو يوفوريا ثورية كتخاطب العواطف.

آخر تقرير ديال الأمم المتحدة اللي تنشر مؤخرا، بين أن خمس سنين من بعد ما يسمى الربيع العربي، الدول “العربية” ف أسوء حالاتها على الاطلاق وحتى حاجة ما تغيرت إيجابيا، فقط فوضى وصداع الراس على والو. اللي محتك ولو شوية بتوانسة ولا مصريين غادي يلاحظ بسهولة سخط نسبة مهمة من هاد الشعوب على الثورة، وندمهم على ايام الدكتاتورية واخا كانت فيها اضطهاد وقمع للحريات.

الرغبة ف الرجوع للدكتاتورية البوليسية عمرو ماكان حل، لكن الندم والحسرة مفهومين نظرا للأعمال الإرهابية والفوضى اللي عاشتها تونس مؤخرا مثلا، اللي ما كانش ممكن توقع ف عهد بن علي وقبضتو البوليسية، واللي كانت كتقمع الإسلاميين خصوصا، الخطر الاول ف المنطقة حاليا.

عشرين فبراير ف رأيي، وبحال گاع الحركات الاحتجاجية ف المنطقة، ما جابتش نموذج واضح للحياة السياسية والاقتصادية من بعد الثورة كيف خاص تكون، باش يمكن الانسان يتافق معاها ولا يختلف. بل رفعت شعارات فضفاضة تنم عن قصر النظر ويوفورية الموقف. ف مصر وتونس المطلب الوحيد كان هو إسقاط النظام، المطلب اللي تم فعلا تحقيقو ولقات من بعد هاد الشعوب راسها كتعوم ف الفراغ والفوضى، بينما ف المغرب كان المطلب الاكثر سيطرة على المشهد النضالي هو إسقاط الفساد، إسقاط الفساد بدون تعريف دقيق للكلمة ولا كيفاش. ولسخرية القدر مغاربة بزاف الى يومنا هذا كيفهموا إسقاط الفساد أنه إسقاط الفواحش.

ف رأيي، أي ثورة ولا تغيير ف نظام حكم تجمع بشري ما، خاص يكون من أولوياتو إصلاح إقتصادي، بغض النظر على تفاصيل هاد الاقتصاد، إشتراكي ولا رأسمالي ولا إسلامي ولا حتى بوذي، خاص يكون هدفو خلق مساواة ف الفرص وعدم تمركز الثروة ف الهرم وترك الفتات لعامة الشعب تتضارب عليه بحال البكتيريا، إقتصاد اللي كيسمح للفرد بأنه يخدم ويوصل لآش باغي بالجد والعرق، اقتصاد اللي تكون الطبقة الوسطى فيه قوية وعايشة بمستوى معيشة جيد باش تقدر البلاد تزيد للقدام وتزدهر. إسقاط الفساد بدون فرص شغل وإقتصاد تنافسي كيسمح للمواطن يحسّن حياتو مجرد شعارات جوفاء خاوية لتحريك الجماهير اللي باغية التغيير ولكن ماعارفاش اشمن تغيير باغية، فقط شعارات ممكن حتا مواليها ماعارفينش علاش كيقولوها. الفاكتورة ف راس الشهر ما غيخلصهاش إسقاط الفساد، وإنما صالير مناسب للقدرة الشرائية ف مدينتك ومنطقتك.

على أي، الإقتصاد رغم كونو مهم جدا ف أي تغيير، ماشي هو الوحيد اللي كيأثر ف المجتمع وما يمكنش نعتمدو عليه فقط، المستوى المعيشي العالي ما كيضمنش بالضرورة مجتمع حديث منتج ومبدع اللي غتبغي تعيش فيه بقية حياتك، السعودية مثلا، مستوى المعيشة فيها أعلى من دول أوروپية بزاف، لكن كإنسان حديث ما تقدرش تعيش فيها بحرية، وإيلا جاتك خدمة فيها متأكد غادي تخمم الف تخميمة وتخميمة. الثقافة والفكر كيلعبو دور بنفس أهمية الاقتصاد ف رأيي. أوروپا قبل ما تدوز من الثورة الصناعية، أو بتعبير أدق: قبل ما توصل لهاد الرفاهية اللي فيها دابا، دازت أولا من ثورة فكرية ودينية ثارت فيها على گاع المسلمات الدينية والترسبات الثقافية اللي كانت كتشدها للوراء وكتحد إبداع وإنتاجية الفرد. ثورة، اللي هي اللي مهدت للثورة الصناعية وبروز مدارس إقتصادية متنوعة.

بريطانيا، ولحدود القرن العشرين، وواخا كانت مسيطرة على جزء كبير من العالم، كانت مازال فئة لا بأس بيها من شعبها عايشة ف فقر مذقع، فقر اللي غادي يصدمك لأول وهلة. تصاور الدراري الصغار اللي كانوا كيخدموا ف تنظيف الشمينيات (اللي عدد منهم كان كيتخنق ويموت)، مازال شاهدة على داك الفترة من الفقر والحاجة، لكن رغم ذلك بريطانيا ف داك الفترة نتجت حوايج اللي غيروا مسار البشرية للأحسن للأبد. رغم الفقر، البريطاني كان قادر على الانتاج والابداع وتغيير مسار العالم.

المغرب، ورغم إيماني بضرورة إصلاح إقتصادي يحسّن مستوى معيشة الفرد، ف أمس الحاجة كذلك لثورة فكرية ودينية تتثور على المجتمع المغربي براسو وتفيّقو من الغيبوبة والركود اللي فيها، وتقلص سلطتو على الفرد واختياراتو وإنتماءاتو. الثورة الفكرية لا تقل أهمية من تحسين معيشة الفرد. مستوى معيشة عالية وفلوس موجودة، غادي يأدي بينا فقط لبناء جوامع أكبر ولا إنتاج بن لادنات جداد اللي غادي يتبرعو بفلوسهم للمنظمات الارهابية باش تحارب طواحين الهواء ف شي قنت موبوء من هاد الكرة الارضية. الجيب عامر والراس خاوي عمرها كانت فكرة مزيانة.

المخزن هو فقط عينة من المجتمع المغربي بكل عقدو وأمراضو النفسية، البوليسي والكوميسير ماجاوش من زحل، هوما نتيجة للمجتمع المغربي، وأفعالهم، التعذيب مثلا، ما هي إلا جزء من التعذيب اللي كيمارسو المغربي ضد المغربي بشكل يومي وبأشكال مختلفة. إسقاط المخزن بدون بديل غادي يأدي بنا بلا شك فقط لدوامة من الفوضى والإضطراب حنا ف غنى عنها. قبل الثورة على المخزن، خاصنا نثورو على راسنا وثقافتنا وتقاليدنا بعدا، باش المخزن اللي غيجي من بعد يكون عينة عن مجتمع أحسن، باش ما نرجعوش للزيرو بحال مصر وتونس.