أنس العمري – كود///
في ذكرى تأسيسه الـ 69، بدع البوليس حد الإبهار في الحفل الذي أقيم في مركز المعارض محمد السادس بالجديدة، مساء أمس الجمعة.
فطيلة فقراته، ظلت الأعين مشدودة، والقلوب منشرحة، ليس فقط أمام العروض الميداني الاحترافية التي أبانت عن جاهزية عالية وكفاءة لافتة لعناصر الشرطة في مختلف مجالات التدخل والتأمين ومكافحة الجريمة، وبل وأيضا أمام دقة التنظيم، والتي عكست بأن الأمن لم يعد ينافس سوى نفسه في هذا المجال، وذلك بإخراج كل دورة أكثر تميزا من سابقاتها.
حفل مهيب
الحفل، الذي اكتسى حلة مهيبة، شهد حضور شخصيات وازنة من مختلف المشارب. ضيوف أجانب من العيار الثقيل، ضمنهم رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) أحمد ناصر الريسي، والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، عبد المجيد بن عبد الله، ومسؤولين حكوميين، وقيادات أمنية وعسكرية وقضائية، وفاعلين في مجالات مختلفة وممثلين عن وسائل الإعلام.
جميعهم تبهرو بالعروض المقدمة، ولي تجمع فيها كلشي الدقة والجمالية والإبداع، وذلك إلى درجة ترديد ضيوف مع كل لوحة عبارة “هادشي صراحة واعر”، وذلك بعدما دهشو بالمستوى لي وصل البوليس في تخليد ذكرى تأسيسه.
وبدات فقرات الحفل، الذي ترأسه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، والمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بنقل الحاضرين بين الماضي والحاضر الواعد للعمل الشرطي، باستعراض الوسائل اللوجيستيكية والعملياتية التي تشهد على سنوات من العمل في خدمة أمن الوطن والمواطنين، منذ تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.
…قريبا بالرباط
بعد ذلك كان الضيوف على موعد مع زيارة افتراضية عن بعد إلى المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من خلال شريط قدم نبذة موجزة عن هذا المجمع الأمني المندمح، المصمم برؤية استشرافية تستجيب لمتطلبات العمل الأمني العصري، والذي سيشرع في الاشتغال به قريبا.
ويمتد هذا الصرح على أرض مسحتها 20 هكتارا في العاصمة الإدارية الرباط، وقد صمم بعناية ليوفر بيئة عمل مثالية. واستلهمت هندسته من التراث المغربي الأصيل، إذ يزين ممراته زليج تقليدي وكذا نقوش على الجبس والخشب وتريات نحاسية.
وسام آخر للحموشي
من أبرز لحظات الحفل كان توشيح حموشي بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى والدرع الخاص به، من طرف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، عبد المجيد بن عبد الله البنيان.
ووشح الحموشي بهاد الوسام تقديرا لمجهوده في تدعيم مسيرة العمل الأمني المشترك، وتعزيز الحضور العربي في المحافل الدولية بفضل توجيهات الملك محمد السادس.
عرض “الدرون” الرائع
في باقي الفقرات استمتع الحاضرون بلوحة فنية وأخرى رياضية استعرضت المهارات المكتسبة في رياضات الدفاع الذاتي. وقد قدمها متدربون تابعون للإدارة العامة للأمن الوطني.
كما عاشوا أيضا لحظات توثق الكفاءة العالية لرجال القوات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في سبيل حماية الوطن.
وهادشي من خلال استعراض شريط تضمن مشاهد من عمليات الاقتحام والتدخلات الميدانية، التي أسفرت عن تفكيك “خلية الأشقاء” بحد السوالم، و”أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، والتي أحبط مخططها التخريبي الإرهابي، بعد الإطاحة بأفراد وضبط محجوزات بعدة مدن.
وللمرة الثانية بعد دورة أكادير، كانت من أبرز لحظات هذه الليلة أكثرها إمتاعا، تقديم عرض فني رائع بـ “الدرون”، ولي ترسمات بيها لوحات غاية في الدقة والجمالية، زادت من جرعة إبهار الحاضرين.
انطلاق دورة الجديدة
دشن هاد الحفل الأبواب المفتوحة للبوليس في دورتها السادسة، ولي كتحتضنها أيضا الجديدة تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”.
ويتضمن فضاء هذه التظاهرة، التي قام الوفد الرسمي بجولة في مختلف أروقته، عدة عروض تمثل مختلف مجالات التدخل العملياتي، والتي تشمل المشي العسكري، وتقنيات التدخل والدفاع الذاتي، والقوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والحماية المقربة والفرقة المركزية للتدخل، كوكبة الدراجين، وشرطة الخيالة، والكلاب المدربة للشرطة، والفرقة الموسيقية، مما يبرز التطور المهم الذي عرفته مؤسسة الأمن الوطني على مستوى الموارد البشرية والوسائل التكنولوجية.
كما يتضمن هذا الفضاء أروقة متنوعة، تشمل فضاءات “شهداء الواجب”، و”المتحف”، و”معرض السيارات القديمة للشرطة”، و”معرض الفن”. ويضم أيضا أجنحة “الدوريات الذكية”، و”الرأسمال البشري”، و”الهوية الرقمية”، و”السلامة الطرقية”، و”التدخل”، و”الشرطة التقنية والعلمية”، و”شرطة الحدود”، و”اللوجستيك العملياتي”، و”التوعية”.
وسيتم، بهذه المناسبة، تنظيم عدة ندوات علمية حول “الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني”، و”احتضان المغرب للدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الإنتربول: نموذج للريادة المغربية في مجال التعاون الأمني الدولي”، و”الهوية الرقمية، قاطرة التحول الرقمي للخدمات العمومية”، و”الأمن الرياضي وتحديات تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030″، و”منصة إبلاغ.. سنة في خدمة الأمن الرقمي”.