حميد زيد – كود ////
الأخطر مما تعرضت له تلك الفتاة في طنجة. هو أن المغربي لا يزال يعريها. ويعري كل امرأة مغربية. ولم يتوقف إلى حد الساعة.
ومنذ أن انتشر الفيديو. و هذا المغربي المتفشي يحمل تلك الفتاة الضحية المسؤولية.
وفي الفيسبوك.
وفي التعليقات. وفي الصفحات.وفي المواقع الإلكترونية. وفي موقع هوية بريس. كان لباس الفتاة هو السبب. وهو أصل المشكلة.
ليلتحق سلفيون مغاربة بهؤلاء القاصرين.
وليلتحق بعض الإعلام.
وليشارك آلاف المغاربة في الجريمة. و ليتدخلوا. ويقوموا بإسناد المعتدين.
كأن ما تعرضت له تلك البنت لا يكفي.
وما يفزع أن هذا المغربي ليس أقلية.
وليس نشازا.
وليس حالة معزولة.
هذا المغربي الذي يرى أن المشكل يكمن في لباس الفتاة كثير.
هذا المغربي في كل مكان. وسائد. وأينما التفت تجده. وبين رجال التعليم. وفي الصحافة. وفي المقاهي. وبين الشباب. وبين الفنانين.
هذا الوحش موجود بين النساء. وبين الصغار أيضا.
و ألم تشارك بنت صغيرة في الجريمة. مقلدة الأولاد. نازعة بدورها لباس الضحية.
كأنها بذلك تعتدي على نفسها. وتتحرش بها.
وعلى جسدها.
و كأنها قررت أن تصبح ذكرا كي لا يقع لها ما يقع لبنات جنسها.
وكأنها هاربة من المرأة التي فيها. ومتبرئة منها. ومتجنبة لمصيرها.
ومنذ أن انتشر الفيديو والجريمة لم تتوقف.
و مازالت مستمرة.
وفي كل لحظة يظهر شخص يجد الأعذار لهؤلاء المراهقين. ويتفهم دوافعهم.
ويحاكم الفتاة.
ويحملها مسؤولية الجريمة بسبب لباسها.
ويربط الأمر بالعفة كما كتب موقع هوية بريس. رافضا “المقاربة الأمنية”. كما لو أنه يحرض على ارتكاب مزيد من الجرائم.
وكما لو أنه يدعو الأولاد إلى نزع ملابس النساء في كل مكان. وفي كل حي. وفي كل مدينة.
وما يخيف أكثر هو تلك اللامبالاة الظاهرة في الفيديو.
وبينما كان الأولاد يعتدون على الفتاة. كان هناك جمهور يتفرج فيها.
ولا أحد يتدخل.
ولا أحد كان يرى أنه معني.
وبينما كان القاصرون يعرون الفتاة. صادف ذلك وجود نساء مسنات كن يجلس على جنبات الممر. يتجاذبن أطراف الحديث. غير مهتمات بما يقع.
وهو ما يعني أن المشهد عادي بالنسبة إليهن.
ولا يعنيهن في أي شيء.
ولا يصدمهن.
ولا يثير فيهن أي مشاعر.
وهو ما يعني أيضا أنهن ضحايا.
وأن تجلس نساء في ممر طرقي. يعني أن لا فضاء لهن. ولا مكان. ولا ليل. ولا نهار.
حيث تتحول أماكن كثيرة في المغرب.
وفي المدن الكبرى بالخصوص
إلى مجال تخلو منه النساء.
فلا مقاه لهن. ولا مطاعم. ولا شوارع. ولا أرصفة. ولا حدائق. ولا شمس. ولا بحر. ولا سماء. ولا هواء.
ومن تجرؤ
ومن تخرج
يلتهمها الوحش المغربي
المتربص بها.
ولا يكتفي بذلك.
بل يدينها. ويحملها مسؤولية خروجها.
أما المجرم
فهو بريء
وجسد المرأة هو الذي استفزه.