عمـر المزين – كود//
يحتفل المجتمع الدولي، اليوم الخميس 11 يوليوز من كل سنة، باليوم العالمي للسكان، ويسلط شعار النسخة الحالية “كي لا أحد يتخلف عن الركب، علينا إحصاء الجميع” الضوء على أهمية الإحصاء في التخطيط والتنمية السوسيو-اقتصادية للأمم.
وحسب بلاغ للمندوبية السامية للتخطيط، توصلت به “كود”، فإن المغرب يقوم بإنجاز سابع إحصاء عام للسكان والسكنى وذلك من فاتح إلى 30 شتنبر 2024، وذلك تماشيا مع هذه الرؤية وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس وتطبيقا لتوصيات اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة.
وذكرت أن الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 صادف نهاية مرحلة صعبة بما عرفته بلادنا من أزمات متتالية من قبيل وباء كوفيد-19 وتوالي سنوات الجفاف و التضخم، ومع ذلك ظل المغرب صامدًا.
وأضافت المندوبية أن بلدنا يتجه اليوم نحو آفاق واعدة، مدعوما بموقعه الجغرافي، وتراثه التاريخي الغني، وبالمبادرات الملكية الرامية إلى تعزيز المكانة الإستراتيجية للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي.
ويندرج، في هذا السياق، الشعار الذي تم اختياره لإحصاء 2024» غدا بين يدينا « الذي يرمز إلى التفاؤل والمسؤولية مذكرا بأن بناء المستقبل يعتمد على الالتزام والمسؤولية الفردية والجماعية.
ومن بين الأهداف الرئيسية للإحصاء العام للسكان والسكنى، حسب المندوبية، هو تحديد السكان القانونيين على مستوى جميع الوحدات الإدارية للمملكة، مما سيمكن من إحصاء كل فرد وكل مسكن على حدة وبالتالي يضمن مسحا كليا وشاملا للتراب الوطني دون إغفال أو تكرار.
وتعد تزامنية عمليات الإحصاء واعتماد نفس تاريخ المرجع الذي تِؤول إليه المعطيات المجمعة أساسية للحصول على نتائج دقيقة وموثوقة، ويتيح الإحصاء أيضا تحديد المميزات الجغرافية والسوسيو-اقتصادية للسكان ولظروف سكن الأسر.
وقد تم، لهذه الغاية، اعتماد استمارتين، الأولى استمارة مختصرة موجهة إلى كافة السكان وتضم المعطيات المتعلقة بالبنيات الديمغرافية وبعض الظواهر النادرة كالهجرة الدولية والوفاة، واستمارة مفصلة ستوجه لعينة من 20% من الأسر وتغطي مواضيع كالتغطية الصحية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيئة.
كما أبرزت المندوبية أن “هذه المنهجية، التي تُستخدم لأول مرة في المغرب، تتيح تعميق المعرفة بمواضيع مثل الخصوبة و الأمية و التعليم والنشاط الاقتصادي و التنقل و الإعاقة و وظروف السكن”.
وبفضل الإحصاء، من الممكن إنشاء قاعدة للمعاينة تمكن من إنجاز البحوث الوطنية لدى الأسر وتعد هذه القاعدة ضرورية من أجل إنجاز دراسات معمقة ومحددة تمكن من تسهيل تخطيط السياسات العمومية الملائمة للاحتياجات الفعلية للسكان.
علاوة على ذلك، يندرج إحصاء 2024 في سياق ورش التحول الرقمي لخطوط منتجات وخدمات المندوبية السامية للتخطيط، الذي تم إطلاقه سنة 2019، ويعد استخدام اللوحات الإلكترونية في إنجاز الأعمال الخرائطية وتجميع المعطيات خير دليل على هذا التطور.
وتتضمن هذه التحديثات مسحا شاملا ودقيقا، وبشكل آني، للسكان دون أي إغفال أو تكرار كما أن اعتماد تطبيقات معلوماتية من أجل تتبع الأعمال الميدانية على الصعيد المركزي والجهوي والإقليمي سيمكن من تحسين عملية الانجاز برمتها.