حميد زيد – كود//
هذا الداعشي.
هذا الطالباني.
هذا الذي نعرف أن له صلة بحركة الإخوان المسلمين.
هذا المتطرف.
هذا الذي يمجد الإرهاب.
هذا الأمين العام للأمم المتحدة. الذي قال إن “هجوم حماس لم يأت من فراغ”.
بل له أسبابه.
بل هو نتيجة”لاحتلال مستمر. ومنذ أكثر من 75 عاما”.
هذا الذي لو كان فرنسيا لاتهم في الحال بمعاداة السامية.
و لتم الهجوم عليه.
ولتم التهديد بتجريده من الجنسية.
فما لم يعد مسموحا بقوله في هذا العالم. قاله أنطونيو غوتريش. دون مواربة.
و بكامل الوضوح. و بشجاعة.
محترما منصبه.
ومنسجما مع مسؤوليته الأخلاقية كأمين عام للأمم المتحدة.
هذا الشخص يجب أن يستقيل. حسب إسرائيل. ومن يدعمها.
هذا الشخص “غير مؤهل” لقيادة منظمة دولية بحجم الأمم المتحدة. كما قال وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين.
والذي خاطب الأمين العام للأمم المتحدة قائلا:” سيدي الأمين العام في أي عالم تعيش”.
حقا. حقا. يا سيد أنطونيو غوتيريش.
في أي عالم تعيش.
فنحن الآن في عالم جديد.
ومن يحتكم إلى القيم الإنسانية. وإلى القانون الدولي.
ومن يذكر فلسطين. ومن يتعاطف مع غزة. فهو من الماضي.
وهو مشكوك فيه. ويجب التخلص منه.
وقد يكون داعما للإرهاب. وللدولة الإسلامية. وقد يكون داعشيا.
و قاطعا لرؤوس الأطفال.
نحن يا غوتيريش في عالم. التضامن فيه مع الضحية جريمة.
و المقاومة جريمة.
ورفض الاحتلال جريمة.
والدعوة إلى وقف إطلاق النار جريمة.
وقد كان السؤال الذي طرحه عليك وزير الخارجية الإسرائلي وجيها. وفي محله.
فففي أي عالم تعيش سيد غوتيريش.
وكيف تجرأت.
ومن أي عصر سحيق أطللت.
ومن أي زمن.
وقد أصبحت التهمة جاهزة لأمثالك.
ولن يغفروا لك “زلتك” يا سيد أنطونيو غوتيريش.
ولن يتساهلوا مع دعمك للإرهاب. ولحماس. التي يدعو الرئيس الفرنسي. إلى هجوم التحالف الدولي عليها.
والقضاء عليها. واستئصالها. كما تم القضاء على تنظيم الدولة.
قل لنا من أي عالم أتيت يا غوتيريش و من أي زمن جئت.
فهذا زمن ماكرون.
وزمن رئيس دولة يريد استئصال حركة مقاومة لشعب واقع تحت الاحتلال.
يريد استئصال شعب بأكمله.
دون أن تثير دعوته أحدا. ودون أن يقول له أحد من أي عالم جئت يا ماكرون.
وما هذه الإبادة التي تفكر في ارتكابها.
نحن في زمن من ليس فيه مع إسرائيل بالمطلق.
ومع جرائمها
فهو معاد لليهود. وللسامية. وناف لوجود المحرقة.
نحن في زمن على الجميع أن يستسلم لإسرائيل.
و لا أحد من حقه أن يقاوم.
ولا أحد من حقه أن يطالب بحقه. وباسترجاع أرضه.
ومن يفعل ذلك يتحالف كل العالم الحر ضده.
وقد وقعت في المحظور يا سيد غوتيريتش.
وقد غامرت
واحتكمت إلى القيم التي تأسسست بناء عليها الأمم المتحدة.
واحتكمت إلى القانون الدولي
وإلى ضميرك
وإلى إنسانيتك
وكنتَ في مستوى منصبك
كنتَ صوتا نشازا
كنتَ داعشيا بمقاييس من يتحكمون في العالم اليوم.
كنتَ مع الضحية.
كنت مع حق فلسطين
كنت ضد ما يتعرض له الفلسطينيون
كنت كما يجب أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة.
وكما يجب أن يكون الإنسان.
كنت من عالم لم يعد موجودا.
كنتَ من الماضي.