محمود الركيبي – مكتب العيون //
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء، إلى الانخراط في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع.
غوتيريش وفي تقريره، للي قدمو لمجلس الأمن، وذلك في سياق استعداد هذا الأخير لبحث مستجدات النزاع قبل اعتماد قرار جديد يمدد بموجبه ولاية البعثة الأممية، عبر عن قناعته بأن انخراط الأطراف المعنية بحسن نية ووجود إرادة سياسية قوية واستمرار الدعم من المجتمع الدولي، من شأنه أن يدفع في اتجاه التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول وفقا لقرارات مجلس الأمن 2440 (2018) و2168 (2019) و2494 (2019) و2548 (2020) و2602 (2021) و2654 (2022).
وأكد الأمين العام الأممي، بأن الأمم المتحدة مازالت مستعدة لعقد اجتماع يضم جميع المعنيين بمسألة الصحراء في مسعى مشترك للبحث عن حل سلمي، حاثا الأطراف على التعامل مع العملية السياسية بعقل منفتح، وعلى الامتناع عن تقديم شروط مسبقة، والعمل على اغتنام الفرصة التي تتيحها الجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا.
وأشار التقرير لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ستافان دي ميستورا واتصالاته ومشاوراته مع الأطراف المعنية والفاعلين الدوليين في هذا النزاع، وكذا الزيارة التي قادته في شتنبر الماضي إلى المنطقة، ولقاءاته مع الأطراف المعنية.
وأوضح غوتيريش، بأن المغرب قد أكد من جديد موقفه المتمثل في أن اقتراح الحكم الذاتي الذي قدمه في عام 2007 هو النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق للعملية السياسية، وأن أفضل وسيلة لدفع العملية السياسية إلى الأمام هي “إعادة تنشيط الموائد المستديرة”، فيما واصلت البوليساريو والجزائر التمسك بمواقفهما المعروفة من هذا النزاع، مسجلا رفض هذه الأخيرة لصيغة اجتماعات الموائد المستديرة، أما موريتانيا فقد أكدت من جديد موقفها المتمثل في “الحياد الإيجابي”، وقدمت المشورة بشأن العملية السياسية، وكررت استعدادها لدعم المساعي التي يبذلها مبعوثي الشخصي.
وأشار التقرير إلى الزيارة التي قادت دي ميستورا إلى كل من العيون والداخلة، حيث التقى بعدد كبير من المسؤولين والمنتخبين، الذين أعربوا عن تأييدهم للمقترح المغربي للحكم الذاتي وأكدوا على الأهمية الكبيرة له، وكذا وقوفه على جهود التنمية التي يقوم بها المغرب، حيث قام المبعوث الشخصي بزيارة العديد من مشاريع البنية التحتية مثل المستشفيات ومراكز التكوين المهني والمرافق الرياضية وأعمال بناء ميناء الداخلة الأطلسي. كما استمع إلى إحاطة من اللجان الإقليمية لحقوق الإنسان العاملة في الداخلة والعيون، إلى جانب لقائه بمنظمات المجتمع المدني والجماعات النسائية، وهو لقاء اعتبره دي ميستورا جانبا حاسما من زيارته، تماشيا مع مبادئ الأمم المتحدة، مسجلا تقديرهم للجهود التنموية التي يبذلها المغرب في الإقليم، وتشديدهم على أن غياب التسوية السياسية يحد من فرص الاستثمار والأعمال التجارية الدولية.
كما لفت التقرير إلى تواصل مسلسل الاعترافات بمغربية الصحراء وبسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات وتمثيليات ديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية، مسجلا في هذا الإطار افتتاح جمهورية غواتيمالا في 1 دجنبر 2022 لقنصلية بمدينة الداخلة، وكذا اعتراف دولة إسرائيل في يوليوز 2023 بالسيادة المغربية على الصحراء.
وسجل التقرير التحديات التي تواجه بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” خلال أداء مهامها المتمثلة بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن “أعمالا قتالية منخفضة الحدة” في منطقة البعثة، توثر على قدرة البعثة على تنفيذ أنشطتها العملياتية بالكامل، ولا سيما الدوريات البرية وعمليات الاستطلاع الجوي، معددا في هذا الإطار القيود التي تضعها جبهة البوليساريو أمام تحركات وحدات البعثة شرق الجدار الدفاعي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن البعثة تظل المصدر الرئيسي والوحيد في معظم الأحيان، الذي يعول عليه ويعول عليه كل من مجلس الأمن والدول الأعضاء والأمانة العامة للحصول على المعلومات والمشورة غير المتحيزة بشأن التطورات في المنطقة، مشيرا إلى أنها تواصل الاضطلاع بهذا الدور على الرغم من الصعوبات الخطيرة التي تواجهها، وتجسد التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف وفقا لقرارات مجلس الأمن 2440 (2018) و2468 (2019) و2494 (2019) و2548 (2020) و2602 (2021) و2654 (20022). ولكل ذلك، أوصى غوتيرش بأن يمدد مجلس الأمن ولاية البعثة إلى 31 أكتوبر 2024.