02/06/2023 18:05
طلع جلدة. ها السبب علاش سفيرنا فمصر ما عرضش على الوداد. ادارة النادي طالع ليها الدم وما باغياش تشوف كمارتو
حميد زيد – كود//
عاد الأسد من جديد.
عاد بشار الأسد. إلى العرب. وإلى جامعتهم.
عاد هذه المرة لوحده.
عاد بلا شعب عربي سوري.
عاد بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات إلى الجامعة العربية. ليتحدث عن الشعب العربي الواحد.
وعن وحدة المصير.
عاد بلا شعب عربي سوري بعد أن هجّره بالكامل من سوريا.
عاد بنفس شعاراته.
عاد بنفس استبداده.
عاد من الماضي الذي ما فتىء يعود.
عاد. ومعه لغته العربية الفصحى. ليتحدث عن العرب. كأن شيئا لم يقع.
عاد بلغته التي صارت مرعبة. ومخيفة.
وكل كلمة فيها تعني عكس معناها.
عاد بممناعته.
عاد بنفس الخطاب.
عاد كأي شخص كان غائبا لظروف قاهرة.
عاد عودة مظفرة.
عاد الأسد إلى المشهد.
وإلى الاستقبالات الرسمية. وإلى مقعده الخاص به. ومعه حرسه الخاص. ومعه وزراؤه.
عاد بقومتيه العربية.
عاد بينما شعبه هارب من بطشه. ومن سلاحه. ومن سجونه.
ومن طائراته. ومن براميله.
ومن جرائمه.
ومن روسه. ومن فرسه. ومن متطرفيه السلفيين الذين سهر على الحفاظ عليهم. وعلى تربيتهم. كي يصنع منهم عدوا يبرر به جرائمه في حق السوريين.
عاد من موته الذي ينشره في كل مكان.
عاد الأسد إلى العرب.
بينما شعبه في الحدود. وفي كل القارات. وفي البحر. وفي الغابات. وفي الملاجىء.
وفي مراكز الإيواء.
وفي الصور المحزنة.
وفي الأخبار.
وفي الطرق التي لا تنتهي.
وفي الملابس التي تقذفها الأمواج في السواحل الأوربية.
وفي البرد. وتحت المطر. وفي الخلاء الممتد. وفي الصحراء. وتحت الشمس الحارقة. وتحت الماء. وتحت رحمة تجار الهجرة السرية.
وبين يدي العنصريين في هنغاريا.
وفي كل مكان.
عاد الأسد للعرب دون الشعب السوري.
عاد الأسد.
ليستقبله بالأحضان نفس الذين كانوا يحاربون نظامه. والذين كانوا يدعون دفاعا عن الشعب السوري.
عاد البعثي إلى حضن من كان يمول السلفي.
عاد مبتسما.
عاد الأسد منتصرا على شعبه. وعلى كل العرب.
عاد منتشيا بالخراب.
عاد دون أن يرف له جفن.
عاد متطاولا.
عاد بنفس الأسطوانة. متحدثا عن المؤامرة. وعن ثقته في الشعوب العربية. التي لم تخذله.
والتي يقاوم من أجلها.
عاد بعد أن أرغم شعبا بالكامل على مغادرة أرضه.
عاد الأسد.
بينما سوريا غائبة.
ولا أحد يساعد على عودتها.
عاد بينما سوريا في بلاد أخرى. وفي الأردن. وفي تركيا. وفي ألمانيا. وفي كل أرض.
وميتة.
و غارقة في البحر.
ومقذوفة في الشواطىء.
عاد القائد.
عاد إلى أحضان العرب.
عاد لوحده.
عاد القائد الضرورة إلى خصومه في الرقة.
عاد مادا يده إلى الطرف الآخر المتسبب في هذه المأساة التي يعيشها السوريون.
عادا ليتصالحا.
وليرحبوا به بعد غياب طويل.
عاد الزعماء العرب إلى بعضهم البعض.
ولا أحد فيهم
يفكر في عودة الشعب السوري.
لا أحد.
لا أحد.
عاد ليكون كل هذا الموت من أجل لا شيء.
عاد ليكذب كل من كانوا يدعون غيرتهم على سوريا.
عاد ليثبت للعالم أنه لا فرق بين العرب.
ولا ثورة للعرب.
ولا ديموقراطية للعرب.
عاد الأسد إلى العرب وعاد العرب إلى الأسد.
عاد منتصرا على شعبه. داعيا من قمة جدة. إلى وحدة العرب.
متحدثا إلى الإعلام عن ثقته في الشعوب العربية
وعن المؤامرات.
وعن المقاومة.
وعن العدو الخارجي.
وعن تحرير الأراضي المحتلة
وعن تحرير الإنسان العربي
وعن دفاعه عن سوريا
بعد أن أخلاها
ودمرها
وأفرغها من كل الشعب العربي السوري الذي كان يعيش فيها.
عاد منتصرا على العرب كما لم ينتصر عليهم أي عدو من قبل في التاريخ.
عاد مبيدا لهم ولحضارتهم كما لم يفعل أحد من قبل.
عاد الأسد إلى أشقائه الحكام العرب
كأن ما حدث كان مجرد خلاف بسيط
وكأن شيئا لم يكن
وكأن كل ما حدث لم يحدث.
