غزلان بنعمر، عضو الحركة في الدار البيضاء تحدثت عن ضرورة التواجد في الشارع كشكل من أشكال اليقظة، طبعا هناك تيارات ستنزل إلى الشارع لأسباب أخرى، لأن خطاب 9 مارس الذي أعلن فيه الملك عن إصلاحات دستورية عميقة وشكل لجنة في هذا السياق، شكل ضربة لتلك التيارات. هذه التيارات النشيطة في “حركة 20 فبراير” طالبت صراحة بإبداع أشكال احتجاجية جديدة ونقلها إلى الأحياء الشعبية ورفع سقف المطالب، لكنها لم تتحل بالشجاعة للكشف عن مواقفها الحقيقية من الملكية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة. هذه الحركة تمارس التقية إلى حد الآن، تستغل الشارع وتتظاهر وترفع شعارات رغم أن مبتغاها أكبر من الملكية البرلمانية. طبعا هذا التكتيك في السياسة أسلوب مشروع. نحتاج اليوم إلى موقف واضح من “العدل والإحسان” بخصوص الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، شخصيا لا أثق في كون “العدليين” ديمقراطيين، في كل المحطات أثبت أعضاؤها أنهم بعيدون كل البعد عن مطالب حركة 20 فبراير”، هذا الاستغلال السياسوي يمكنه أن يعرقل الإصلاحات السياسية والدستورية في المغرب.

اليوم هناك تحالف بين “العدل” وبين تيار راديكالي في المخزن يرفض كل أشكال الدمقرطة، كلاهما يفعل ما بوسعه كي يعيق الإصلاح.
ما يمكن أن ينسف الإصلاحات هو طريقة تعامل الدولة مع وقفة الأحد المقبل، فقمعها كما حدث يوم 13 مارس الماضي، سيجهز على ما جاء في الخطاب وعلى كل إصلاحات دستورية أو سياسية في المغرب، سيقوي التيارات المتطرفة يمينا (الحركات الأصولية) أو يسارا والتيار المعادي للديموقراطية في المخزن، سيدفع بالمشككين إلى الانضمام إلى المعارضين للنظام، وسيدخلنا في دوامة لا أحد يتنبأ بما ستؤول إليه. لقطع الطريق على أمثال هؤلاء يجب المشاركة وبكثافة في مسيرة الأحد المقبل.

على الدولة أن تترك الحركة تحل مشاكلها بنفسها فإن رأت هذه الحركة أن هناك استغلالا لها لأسباب سياسية فعلى مكونات الحركة حل مشاكلهم بأنفسهم وعلى الدولة أن تبتعد عن أي توجيه أو تدخل.