حميد زيد – كود//

كيف لا تعنينا هنا القبلة.

كيف لن نناقشها لأنها. حسب زعمهم. تدخل في إطار الحياة الخاصة.

كيف يمكن هذا.

كيف لن نتحدث عن الموضوع إلا إذا كان هناك تضارب مصالح.

كيف نجرؤ على القول إن المشكل أعمق من قبلة.

والحال أن لا شيء في هذه الحياة يمكن اعتباره أعمق من قبلة.

وليست أي قبلة.

وليست بين من هب ودب. و ليست قبلة فقيرة. ومتسرعة. بين إسلاميين على شفا جرف هار.

كيف. كيف يجوز مثل هذا الكلام.

كيف نقبله.

وكيف يأتي من مغاربة يفترض فيهم أنهم على دراية بهذا الموضوع.

وما هذه المصادرة.

وما هذا الحجر. و ما هذه الوصاية التي يحاول أن يفرضها علينا أصحاب “تضارب المصالح”. وأصحاب الحياة الخاصة.

وقد ننتظر قرونا قبل أن تأتي قبلة بمثل الأهمية.

وقد لا تأتي.

إنها في نظري قبلة فارقة. وتاريخية. و تجب كل ما قبلها.

و مثل هذه القبلة. غير متاح. ولا يتوفر إلا مرة في العمر. و في قرن واحد قد لا نحصل إلا على واحدة. وقد لا نحصل عليها.

ولو صحت.

ولو ثبتت العلاقة بين الوزيرة والملياردير الأسترالي. فهي هنا قبلة سياسية. وخطيرة. وغير مسبوقة. بغض النظر عن موضوع تضارب المصالح.

وتستحق لوحدها كل التركيز. وكل التحليل.

وتستحق هذه القبلة دراسة معمقة.

تستحق أن نوليها العناية التي تستحق.

تستحق بحثا. وتأملا طويلا. وتركيزا كبيرا. منا جميعا.

تستحق أن نتشبث بها. وندقق فيها. ونستثمر فيها. إلى أن يثبت العكس.

فأستراليا بعيدة جدة. وغرب. وباستثناء الكنغر. ونيكول كيدمان. فنحن لا نعرف عنها الكثير.

ناهيك عن أن الطرف الثاني ملياردير.

وربما تساهم هذه القبلة في التقريب في ما بيينا.

وربما تفتح لنا أبواب أستراليا المغلقة.

لذلك علينا أن نهتم بها ونناقشها من كل الجوانب. ونبني عليها فرضيات. واحتمالات.

و قد سبق أن اهتممنا بقبل لا قيمة لها. ومفلسة. وحشرنا أنوفنا في حيوات خاصة لا تساوي شيئا. فما بالك بقبلة مفترضة فيها كل هذا المال. وكل هذه الثروة. وكل هذه السياسة. وكل هذا الاقتصاد. وفيها فوسفاط. وهيدروجين أخضر. وبيئة نظيفة. وفيها 20 مليار دولار.

فكيف نسكت ونغض الطرف عن قبلة مفترضة بهذا الحجم.

وحتى لو كان الأمر يتعلق باستهداف كما قالت الوزيرة. فهو استهداف مرحب به.

ويجعل أستراليا في صفنا.

وفي أستراليا أراض شاسعة. وغير مأهولة. وفيها فرص عمل. وطبيعة خلابة. وشمس. وتماسيح. وفيها هجرة.

ثم يأتي من يقول علينا أن لا نتدخل في حياة الوزيرة الخاصة.

وألا نركز على القبلة.

وألا نتحدث عن الحذاء الذي كانت تنتعله الوزيرة في باريس. و ألا نقول إنه نفس الحذاء.

و ألا نهتم بمكب القمامة الذي ظهر في الصورة.

و ألا نهتم بتأويله.

وماذا نفعل.

وهل نقف مكتوفي الأيدي.

فهذه ليست حياة الوزيرة الخاصة بل هي حياة أمة.

ولو صحت هذه القبلة.

فقد يصير هذا الملياردير واحدا منا. وفي صفنا.

وقد لا نجد صعوبة في الحصول على الكبش في عيد الأضحى القادم.

وقد يستقر الملياردير في المغرب. ويستفيد منا. ونستفيد منه. بمنطق رابح-رابح.

وقد نزوره نحن في بلاده.

وألا أظن أمة من الأمم يمكنها أن تدير ظهرها لقبلة مثل هذه.

وحتى من الناحية الجيو سياسية فهي مهمة.

وفي وقت يعاد فيه تشكيل التحالفات في العالم.

يحدث ما حدث

ويلتقي الغرب والشرق.

وتظهر طريق أخرى للمغرب. وتنفتح كوة. يظهر معها أنه ليس قدرا أن نلتحق بالجنوب الشامل.

وأننا أقرب إلى الغرب. عاطفيا ووجدانيا ومصلحيا.

فقد بدأ البعض منا يقول إن الديمقراطية غير صالحة للجميع.

وأن هناك نماذج أخرى.

وظهرت كتب تبشر بنهاية الغرب.

بينما هذه القبلة تكذب كل ذلك. وتؤكد أن مستقبلنا. وكل مصالحنا مع الغرب.

ومع الغرب البعيد.

وأنه علينا أن نتريث. فلا شيء تغير. والجنوب لا يعول عليه.

كما أنه ليس سهلا أن يثق فيك الغرب.

ويمنحك عقله

وقلبه.

وتمنحه طاقتك.

ومهما كان الاستهداف واقعيا. فهو غير مؤثر. لا هو. ولا شبهة تضارب المصالح. أمام قبلة بهذا الحجم.

و أي صحافة كيفكما كانت

صفراء

أو جادة

فإن من واجبها المهني أن تهتم بها. لأن فيها كل المكونات. وفيها السياسة. والسلطة. والمال. والحب. والحرية. وباريس.

لذلك لا يقل لي أحد دعها.

دع القبلة

فهناك ما هو أهم منها.

بينما لا شيء أهم من هذه القبلة في الوقت الحالي.

ويمكن اعتبارها دون مبالغة أخطر قبلة في تاريخ المغرب.

قبلة مفصلية.

وحاسمة

وتهم كل المغاربة. وتهم المستقبل. والبشرية. وتهم علاقتنا بالعالم الحر. وقربنا إليه. مهما بدا بعيدا.

وسواء كانت الصورة للوزيرة

أو لم تكن

فإن هذه القبلة هي التي ستحدد مصدر الطاقة البديلة في العالم.

وطبيعي أن تكون هناك أطراف تستهدفها.

ومن البلاهة التفريط فيها في هذه الأوقات العصيبة التي لا يوجد فيها أي شيء.

ومن السذاجة اعتبارها مجرد قبلة.

ورغم كل هذا التأثير . يأتي من يقول

إن هذه القبلة لا تعنينا. ولا تعني أحدا. ويدعونا إلى الاهتمام بما هو أهم.

بينما لا شيء أهم من هذه القبلة.

ولن تتكرر

ولن تكون هناك قبلة مغربية بأهميتها وتأثيرها.

وحتى لو كذبتها الوزيرة

وحتى لو نفتها

فإنه من واجبنا كمغاربة أن ندقق فيها

ونقارن بين الأحذية

ونتساءل عن معنى وجود مكب القمامة في الصورة.

وألا نستسلم

وأن ننظر إلى القبلة من كل جوانبها.