حميد زيد – كود ///
هذا ما لا يقوله المتأسرل المغربي الجديد صراحة.
إنه ضد حماس.
و ضد حزب الله. وضد حركة الجهاد. وضد المقاومة عموما . لأن دينها هو الإسلام.
ولأنها تجعل منه إيديولوجية.
وتصنع به خطابا.
ولو كانت حماس بوذية مثلا.
ولو كانت لا أدرية.
ولو كانت لا شيء.
ولو كانت لا تؤمن بالله. لما تأسرل المتأسرل المغربي.
ولما أصبح مع القاتل ضد الضحية.
هذا ما نفهمه من خطاب المتأسرل.
ومن انتقاده للمقاومة.
ومن إصراره على النيل منها. وعلى الإساءة إليها. وعلى تمني هزيمتها.
هذا هو لومه غير المعلن للمقاومة.
وما على المقاومة إلا أن تغير دينها حتى يقبلها المتأسرل المغربي.
ما عليها إلا أن تكفر.
وأن تبحث عن دين آخر لا يثير أي حساسية لدى رافضيه.
ويدعي المتأسرل المغربي أنه حداثي.
وتقدمي.
ووطني أكثر من غيره.
وضد الإسلام السياسي. وضد الإخوان. لكنه لا يجد حرجا في أن يكون مع دولة لها هوية دينية.
ومع يمينها الديني المتطرف.
ومع أحزاب يهودية عنصرية.
فقط لأن الذي يقاومها إسلامي.
لذلك علينا أن نوفر للمتأسرل المقاومة التي يريد.
كي يسترجع أخلاقه. وقيمه الإنسانية.
علينا أن نخترع له مقاومة فلسطينية على هواه. ووفق قناعاته.
علينا أن نصنع له مقاومة سيكسي. ودلوعة.
علينا أن نوفر له مقاومة تلعب بذيلها.
و على المقاومة أن تتعرى في الجبهة.
على المقاومة أن تكون متفتحة. وتسهر في كورنيش غزة. حتى يرضى عنها الرافض لها.
و حتى يغير نظرته إليها.
عليها أن تقبل بالأمر الواقع.
وأن تستسلم. وأن لا تحرك ساكنا.
وأن لا تعبد الله كما يفعل أغلب البشر.
وقد كان للمقاومة الفلسطينية علمانيوها. و وطنيوها. وكنعانيوها. وشيوعيوها. واشتراكيوها. وشوفينيوها.
لكن إسرائيل قضت على الجميع
و تغولت.
وتطرفت دينيا كما لم يتطرف أحد من قبل.
وقد كان لفلسطين محبو السلام. ودعاة التعايش. وحل الدولتين.
لكن إسرائيل تخلصت من الجميع.
ولم تحترم اتفاقية. ولا عهدا. ولا سلطة فلسطينية. ولا رئيس سلطة. ولا جيرانا. ولا عربا. ولا منتظما دوليا. ولا أمما متحدة.
ولا يهودا يرفضون ما ترتكبه من جرائم.
كي تحصل في النهاية على المقاومة الفلسطينية التي تستحق.
لكن المتأسرل المغربي لا يرى كل هذا.
ولا يرى دين إسرائيل. ولا تطرفها. ولا عقيدتها. ولا عنصريتها. ولا جرائمها.
وما يزعجه هو الإسلامي.
ولأنه كذلك فليس من حقه أن يقاوم.
وليس من حقه أن ييأس.
وليس من حقه أن ينفجر.
وليس من حقه أن يغضب. ويثور. وينتقم.
وليس من حقه أن يكون مثل كل البشر
فيشعر مثل كل الناس بالظلم
ويتطرف مثل كل الناس
ويلجأ كما لجأ كل البشر إلى العنف.
وإلى الاستشهاد.
بل عليه أن يتخلى عن دينه.
وأن يكون واقعيا
و يعرف أن ميزان القوى ليس في صالحه.
وأن يستسلم
وأن يكون فوق كل هذا حداثيا
و متشيكا
ومتابعا للموضة
ولطيفا. و منهزما. ومعترفا بحق اليهود في احتلال أرضه.
وقابلا بالأمر الواقع.
لكن المقاومة الفلسطينية متعنتة للأسف
وترفض التنازل للمتأسرل المغربي.
الذي لا يطلب منها المستحيل
بل فقط
أن تقاوم بلا دين
ولا إيمان
ولا هوية
ولا لغة
ولا عروبة
ولا فلسطين
وأن تكون علمانية
وأن لا تظهر أي رمز من الرموز الدينية التي من شأنها
أن تثير حساسية المتأسرل المغربي تجاه الإسلام السياسي
وأن تختفي
كي تندمج في العالم الجديد
وفي المستقبل
و تذوب في السلام الذي تخطط له إسرائيل.
و الذي لا توجد فيه دولة فلسطين
ولا يوجد فيه شعب فلسطيني
ولا توجد فيه أي مقاومة كيفما كان نوعها
واتجاهها.