أحمد الطيب كود الرباط//

البلاد كاين لي ديما هاز ليها العلام ومحمر ليها الوجه، إلا المتطرفين وصحاب الهضرا الخاوية والعاطلين فكريا وسياسيا واجتماعيا، أو المنعزلين عن الواقع والعقل، هادو فيما كاين شي إنجاز زوين لبلادنا لهاد الراية الحمراء لي وسطها نجمة خضراء عمرهم كيعبرو على الفرحة والسعادة ولا يشكرو سيدنا على إنجازات أو تطور فالبنيات أو انتصارات فالرياضة والدبلوماسية.

هاد المتطرفين كتلقاهم معزولين حتى وسط المجتمع، مرة مرة كيخرجو من الحجور باش يصورو البلاد غادي للكفر أو أن المغرب راه صافي ولا بحال فرنسا العلمانية، ويضربو فمؤسسات البلاد لي كتشتغل بمنطق ومنهجية ودراسات لا تخضع للإديولوجيات.

هاد المقدمة جات غير تعرفو مع من عايشين فهاد البلاد، فالوقت لي كولشي فرحان بتعديلات مدونة الأسرة لي تميزت بالجرأة والتدرج كذلك (حيث مزال موصلناش لداكشي لي كيحلمو به عقلاء الوطن فكولشي من الديمقراطية لحقوق الإنسان لمدونة الأسرة لحرية التعبير)، بحيث خرج ما يسمى علماء المغرب العربي ببيان كيقولو بلي هاد المدونة ضد الشرع.

إييه راه المدونة ضد الشرع وضد الحياة وضد الكون وضد المنطق، لسبب بسيط حيث نتوما عمركم تشوفوها بنظرة إيجابية وحتى “النية” مكايناش فالبيان لي درتو. واش سيدنا عاد دار توجيهات وفبلاغ الديوان الملكي كان كولشي واضح، غير ديرو بعدا النية وموراها فاش يكون التشريع فالبرلمان ناقشو دافعو هاجمو بلغتكم المتطرفة.

بيان ضد كاع بيانات الأحزاب والحركات الاجتماعية والسياسية فالبلاد، لدرجة أن أكبر الفارحين بهاد التعديلات هوما حركات الإسلام السياسي بجلها، باستثناء المتطرف الكتاني وأقرانه من أقلية المجتمع. فئة صغيرة تريد أن تفرض مدونة خاصة بها على المغاربة.

ما يسمى رابطة علماء المغرب العربي (وحتى المغرب العربي راه متجاوزة.. كولشي يسميها شمال إفريقيا مع التصالح لي دارت عدد من الدول مع تاريخها الأمازيغي)، قال بلي “تعديلات صرح بها وزير الأوقاف والشؤون اﻹسلامية زاعما صدورها عن المجلس العلمي اﻷعلى في المغرب، والتي تضمنت مخالفات صريحة للمجمع عليه من شريعة رب العالمين، في مخالفة صريحة لما أعلنه الملك محمد السادس حفظه الله من حد واضح للاجتهاد المطلوب”.

من البدية قالو هادشي مخالف للشريعة. انا أشك بلي يلا جمعتي كاع علماء هاد الرابطة موحال يوصلو للمستوى الثقافي والفهقي والفكري والسياسي ديال الوزير أحمد التوفيق. لذلك كان عليهم يسكتو على جهلهم للأمور أمام كبار علماء المغرب فالمجلس العلمي، وكذا وزير الأوقاف الغني عن التعريف.

وبكل وقاحة البيان قال بلي “إن ما جاء في هذه التعديلات مخالف ﻹجماع المسلمين”، معرفتش واش هاد الإجماع ديال دبا ولا ديال قرون العصور الوسطى والظلامية لي عاشو فيها المسلمين.

والغريب هو أن هاد البيان هضر على شي حاجة كبر، وبلغة يسارية وقال بلي ضغوط دولية فرضت على المغرب باش يكونو هاد التعديلات، زعما بحال البنك الدولي وكذا وكذا…

مسألة أخرى معندها علاقة بالموضوع، هو إقحام اليهود المغاربة، حقاش عندهم مدونة خاصة وعلاش متكونش عند المسلمين حتى هوما مدونة ديالهم خاصة بالمذهب الملكي. هادي مقارنة الغباء والسطحية، من حيث اليهود راه أقلية فالمغرب، وتاريخهم وعلاقات دبلوماسية على مر التاريخ والدور ديال المملكة الكبير في إشاعة السلام، ميمكنش تجي واحد نهار وتلغي مدونة خاصة باليهود باش يرضي المتطرفين. هادي بلاد السلم والأمان.

المغرب عطا درس أخر لباقي الأمم ولباقي الدول المجاورة وغير المجاورة، بطريقة باش دبر النقاشات المجتمعية، وهاد المرة كان أكثر تطورا، النظام السياسي لم يخضع لضغط الشارع، وإنما دار مشاورات كبيرة وكولشي شارك فيها وكان نقاش حاد، وفي الأخير جاء تحكيم ملكي لم ينتصر لفئة ضد فئة، وإنما انتصر للمقاربة المغربية لهاد الاستثناء فالتعايش بين “الإسلامي والعلماني.. بين التقدمي والمحافظ”.. لذلك القصر حافظ على أسلوبه في تدبير الاختلاف عبر التوافق وليس عبر الصدام.