عمر المزين – كود//
قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، إن “موضوع التربية الجنسية من المواضيع الشائكة التي أسيء فهمها بسبب غوغائية التيار المحافظ الذي يهيمن على الفضاء المدرسي بأفكار وتصورات منافية لفلسفة المدرسة العصرية وأهدافها”.
وأضاف أن “هذا التيار يقوم بتصوير كل ما هو جنسي على أنه كلام في الفاحشة، لأن الجنس من المحرمات المعتمدة في تكريس منظومة التقليد في المجتمع. لكن الحقيقة هي أن الجنس في المجال التربوي يقصد به تقديم جميع المعطيات المتعلقة بالأعضاء الجنسية وبالدوافع الجنسية وأشكال السلوكات التي يمكن أن يذهب الطفل ضحية لها، وخاصة من طرف مغتصبي الأطفال”.
وزاد عصيد، في تصريح لـ”كود”، قائلاً: “الكثير من أطفال المغرب لا يعرفون ما يتم فعله بهم بسبب انعدام أية معرفة لديهم بموضوع الجنس، وقد رأينا كيف أن أحد أئمة المساجد المجرمين بشمال المغرب قد مارس الجنس على 12 طفلا وطفلة دون علمهم بخطورة ما يقوم به”.
ويرى المتحدث أن “التربية الجنسية لا تنفصل عن بناء الشخصية وتقويتها، لأن الجنس حاضر في واقع الأفراد ومحيطهم، والحديث عنه والتوعية به أفضل من السكوت عنه، لأن هذا السكوت يخلق الجهل ويؤدي إلى كوارث سواء داخل الأسر أو في الشارع أو المؤسسات”.
وتابع: “أتذكر بهذا الصدد أن من ردود الأفعال السلبية الحملة التي حدثت ضد وزير التربية الأسبق عبد الله ساعف، عندما قرر وضع موسوعة علمية للتربية الجنسية ضمن محتويات المكتبات المدرسية، حيث تم شن حملة ضده على أن هدفه “نشر الفاحشة”، بينما يعلم الجميع بأن هذا السلوك والخطاب بعيدان كليا عن المجال التربوي، ولا يدخلان إلا ضمن المزايدة السياسية والرغبة في ممارسة الوصاية على المجتمع وأجيال المتمدرسين”.