سلمى أيت الحاج: كود الرباط ///

تجري حاليا بداخل البناية الرئيسيّة للإذاعة والتلفزة الاشغال على قدم و ساق ، من أجل إقامة أبواب حديدية إليكترونية لفصل المديريات والمصالح عن بعضها ومنع الاتصال والتواصل بين العاملين في كل مديرية عن الآخرين في المديريات الاخرى .

وللمرور بين كولوارات البناية يحتاج العاملون الى ترخيص للتنقل من مكتب إلى آخر ،والابواب الإليكترونية لا تفتح إلا لمن لديه الترخيص بالولوج إلى مكتب من المكاتب .

يمكن أن يكون الامر مقبولا في البوابة الرئيسة للمؤسسة التي تحرسها علامة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الضخمة بألوان قوس قزح و عشرات من أفراد الحراسة ،و آخرين من البوليس السري والعلني إضافة لقوات حذّر التي تجول الأزقة المجاورة .

لكن الغرابة والامر غير المفهوم هو إقامة حواجز داخلية بدون مبرر معقول ومقبول ..الادارة العامة للامن الوطني ومختلف إدارات أجهزة المخابرات والإدارات المركزية للابناك الكبرى لم يسبق لها ان أقامت حواجز داخلية رغم انها تتضمن ملفات سرية وثروات و أموال.

لماذا هذه الحراسة المشددة هل هو خوف من ارهابيين مفترضين ..؟ ليس هناك جواب مقنع لهذا الحصار الإليكتروني الداخلي .. لقد مر العاملون بهذه الدار بأسوأ المراحل الأمنية عندما تعرضوا لخطر الإبادة أثناء احداث محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليوز1971 ولم يأمر الحسن الثاني بعدها باقامة حواجز بداخل البناية ولا خارجها .. حتى عندما استولى البصري على الدار فضل قمع الصحافيين ومراقبتهم مباشرة بدل إقامة الحواجز الحديدية بينهم .

ما الذي يريد العرائشي أن يحميه بأبوابه الحديدية ..؟ نسب المشاهدة المتدنية لقنواته ..؟ أم حماية بعض الفاسدين و التماسيح في مكاتبهم و إبعاد المتلصصين عن النبش في صفقاتهم ..؟

هل هو سعي لحماية التردي الحاصل يوميا امام تسلط المديرين و تفشي التسيب المهني و الإداري .؟ .. ما يحتاج للحماية والرعاية فعلا هو العمل على استرجاع المشاهد المغربي الذي هرب هربة كبيرة و” طج ” طجة تاريخية من قنوات الشركة الوطنية الى أرض الله الواسعة.