حميد زيد – كود//

الفساد في المغرب مظلوم حسب عبد اللطيف وهبي.

الفساد بريء.

الفساد حر.

الفساد مبالغ فيه.

الفساد ليس كما نظن.

الفساد ليس فسادا.

الفساد في المغرب بالنسبة إلى وزير العدل يتعرض للابتزاز.

الفساد ضحية.

ومن يحارب الفساد هو الفاسد.

وهو الذي وجه إليه وزير العدل الاتهام.

وهو الذي يفضحه. ويعلن أمام الملأ. أن رئيس جمعية لمحاربة الفساد. حصل على فيلا في طور الإنجاز.

حيث يجب توقير الفاسد.

واحترامه.

وعدم الضغط عليه.

فقد يكون المتهم بالفساد سياسيا نظيفا.

ومقابل ذلك يجب النيل من محارب الفساد.

فالفساد ضروري. وله منافع جمة.

لذلك يجب عدم مراقبة الفاسد وتركه يشتغل بحرية.

يجب عدم التضييق عليه.

فقد يكون الفاسد بريئا.

وما يهم عبد اللطيف وهبي هنا هو المتهم بالفساد البريء.

بينما لا يهمه التشهير بمحاربي الفساد.

ولا يقدرهم.

ولا يحترمهم.

ولا تعنيه كرامتهم وسمعتهم.

ولا يجد أدنى حرج في وضعهم جميعا في سلة واحدة.

وفي التعميم.

كل الجمعيات.

كل الأسماء.

كل من يناضل من أجل محاربة الفساد فهو متهم في نظر وزير العدل.

وليس من حق أحد أن يسأل.

وليس من حق أحد أن يلعب دوره في هذا البلد.

وليس من حق أحد أن يفضح الفاسد.

وليس من حق أحد أن يعارض.

وليس من حق أحد أن يراقب. أو يبدي أي حرص على المال العام.

لأن الأمر يتعلق بسمعة الفاسد.

الذي له أهل.

وله طموح.

وله حزب ينتمي إليه.

وله مستقبل.

ويكاد الفاسد أن يكون مقدسا.

وقد يكون الفاسد ضحية.

وقد يكون فساده مجرد ادعاء كاذب.

وليس من المعقول الإساءة إلى اللص.

فقد يكون بريئا.

بينما محارب الفاسد مذنب في كل الحالات.

و لذلك يدينه الوزير من وسط البرلمان.

في بلاد كل شيء يحدث فيها بالمقلوب.

ويحمي فيها وزير العدل حرية الفساد.

ويدافع فيها عن براءته.

ويضمن فيها للفساد الحماية والحصانة.

من هؤلاء الحقوقيين

الأشرار

الذين يبتزون البرلمانيين ورؤساء الجماعات والمسؤولين.

فالفساد جميل

وليس بهذه الخطورة الذي يصورونها.

وليس بهذا الحجم.

وليس من مصلحة الوطن متابعته.

ولا التضييق عليه.

ولا فضحه.

ولا محاكمته.

وهذا المجهود الكبير الذي يبذله وزير العدل منذ مدة.

هو دفاع منه عن السياسي النظيف كما يقول.

وحتى لو افترض الجميع حسن نيته

فإن المستفيد منه هو السياسي الفاسد

الذي يشكر الله الآن

لأنه منحه عبد اللطيف وهبي

وجعله يغادر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي

ملتحقا بالأصالة والمعاصرة

متخليا عن الشعارات

وعن شعبويته السابقة

فاضحا الحقوقي المغربي المبتز

والمرتشي

مدافعا عن السياسي النظيف

وعن كل الفاسدين الذين معه

الذين كانوا يتعرضون لحملات ظالمة

و لتشويه سمعة

قبل

أن يسود العدل في المغرب

ويصبح السارق

والفاسد

في حل من أي مراقبة أو محاسبة

وحرا

يتصرف كما يشاء

بعد

تكبيل أيدي الجمعيات الحقوقية.

التي كانت

تسترزق بحماية المال العام وفضح الفاسدين

الأخيار

والمظلومين.