حميد زيد  – كود//

ربما لا توجد شخصية عمومية في كل العالم لها من الصداقات ما لحسن طارق.

كل الأساتذة أصدقاؤه.

كل المتواجدين في الفيسبوك.

كل المحللين.

كل الخبراء.

كل الدكاترة.

كلة طلبة الماستر.

كل الشعراء.

كل كتاب القصة القصيرة.

كل الصحافيين.

كل المؤثرين.

كل صناع المحتوى.

كل الجمعويين.

كل الاتحاديين. كل الاستقلاليين. كل الحركيين. كل الشبيبات الحزبية.

كل الإسلاميين.

كل اليسار الإصلاحي.

كل اليمين الاجتماعي.

وحتى أنا.

حتى أنا حميد زيد الذي لا أصدقاء لي.

حتى أنا باعتباري كائنا لا يظهر في أي مكان ولا يلتقي بأحد.

فإني أؤكد لكم أن حسن طارق صديقي.

وأتحداه أن ينفي ذلك.

و قد تكون الصداقة نافعة. ومفيدة.

لكنها في حالة حسن طارق. وبالنظر إلى منصبه الجديد كوسيط للملكة. فإنها تشكل عبئا عليه.

لأن أي صديق من أصدقائه سيفكر في أن يلجأ إليه.

كي يكون وسيطا بينه وبين الإدارة.

و كلما احتاج صديق من أصدقائه إلى شيء.

وكلما أراد وثيقة.

وكلما كان له مطلب.

أو مشكل.

وكلما احتاج إلى قرض.

و كلما تعرض لظلم.

وكلما ارتكب مخالفة. فإنه سيتصل بحسن طارق ليكون وسيطا بين الصديق والدولة.

وبين الصديق ورجل الأمن.

وبين الصديق والشباك الآلي.

وبين الصديق والبنك.

وبين الصديق والسفارات.

وبين الصديق والمدرسة.

وبين الصديق والنادل.

وبين الصديق والبقال.

وبين الصديق وزوجته. ليصلح ذات البين بينهما.

وبين الصديق وصديقه.

وبين الصديق وعدوه اللدود.

وقد كان حسن طارق في الماضي سفيرا في تونس.

ومن حسن حظه أنه كان بعيدا عن أصدقائه الذين لا يحصى عددهم.

أما الآن فهو في قلب العاصمة الرباط.

وقريب.

ومتاح.

وعلى مرمى حجر.

و يشتغل وسيطا للملكة المغربية كلها.

و لجميع المغاربة.

لذلك فإنه من المتوقع أن يعاني كثيرا من أصدقائه الكثر.

الذين سيحجون إليه من كل المدن والقرى.

ومن كل حدب وصوب.

و سيركبون الحافلة والقطار والسيارات والدراجات كي يكون وسيطا لهم.

وكي يحيوه.

وكي يتذكروا الذكريات واللحظات التي لا تنسى التي جمعت بينهم وبينه.

وسيذهبون إليه مشيا على الأقدام.

فما يميز المغربي عن غيره أنه في حاجة دائما إلى وسيط.

وهو في دمه.

وفي عقله.

ولا يتحرك المغربي.

ولا يقوم بأي جهد.

ولا يعول على نفسه إلا بالاستعانة بالوسيط.

وحتى الدولة وجدت نفسها مضطرة

لتعين لنا وسيطا.

وها نحن الآن نتوفر على وسيط للمملكة

كلنا أصدقاؤه.

وكل واحد منا يفكر من الآن فصاعدا في الاستثمار في صداقته.

واختبارها.

وقد كتب الفلاسفة والمفكرون عن الصداقة.

وهناك من اعتبرها أقوى من الحب.

لكنها في حالة حالة حسن طارق هي وبال عليه.

وأي شخص في مثل موقعه

سيتمنى أن يكون الصديق عدوا.

وأن يبغضه. و يقاطعه.

لأنه ليس سهلا أبدا أن يتم تعيينك وسيطا للملكة

بينما كل المغاربة أصدقاء لك.

ولهم صور ملتقطة إلى جانبك تثبت ذلك.

وهو درس يجب أن يتعلمه

كل شخص يطمح إلى أن يكون مسؤولا وشخصية عمومية

وهو أن يحرص على صنع أعداء له

ويتخاصم مع الجميع

ويقطع علاقاته مع الجميع

لأن الأصدقاء مزعجون صراحة

ويصرون على الاتصال بك ومكالمتك بسبب أو بدونه

ويعتبرون أنه من حقهم أن تجلس معهم في المقهى

وأن تتجول معهم

و أن تسافر

وأن تلعب معهم الورق والكرة

وتذهب معهم إلى الحمام وإلى السوق

رغم أنك لا شيء

ولا سلطة لك ولا منصب

فما بالك

لو كنت وسيطا للمملكة.

إنهم في هذه الحالة سيقضون عليك من شدة صداقتهم لك.