أنس العمري – كود///

دوزات مدن مغربية ليلة كحلة بسبب الاحتفالات بعاشورا، وذلك بعدما تحولات عدد من شوارعها إلى ساحات حرب حقيقية اهتز فيها السكان على وقع تفجير بوطات صغيرة والقنبول وتصاعد ألسنة النيران وسط أحياء مأهولة بالسكان.

فالبارح السبت، لي كان المفروض تعم أجواء احتفالية بالمناسبة وسط تبادل العائلات الزيارات فيما بينهم، تقلب حال مناطق سفاه على علاه، نتيجة دخولها فحالة فوضي خطيرة واندلاع أحداث عنف وشغب، خصوصا فحي سيدي موسى بسلا، لي عرف مواجهات مباشرة بين مجموعات من القاصرين والقوات العمومية.

المراهقين، بلا وعي ولا مسؤولية، شعلو العافية فالأزقة، وخرجو للمساحات العامة بمفرقعات خطيرة، وحتى قنينات الغاز ولاو وسيلة باش يديرو انفجارات كتخلع الحجر قبل البشر. هدشي خلا رجال الأمن يتدخلو، ولكن ما كانش ساهل، حيث لقاو راسهم وسط وابل ديال الحجارة والرشق من طرف شباب ملثمين.

وخدات المواجهات طابع خطير، ودارت حالة استنفار، بحيث بداو رجال الأمن كيطاردو المشتبه فيهم وسط الأزقة، ووسط صياح وذعر الساكنة لي تفرقات بين الخوف والغضب، خصوصا أن الأطفال والعائلات ما كانوش حاسين بالأمان حتى داخل ديورهم.

وماشي غير سلا لي دازت منها البارح عاصفة عنف ورعب عاشوراء، بل حتى مدن عديدة أخرى، ولي عرفات تفجير بوطات صغار ما تسبب فحالة هلع كبيرة وسط الناس.

وفجرت مشاهد الفوضى والشغب لي وثقاتها فيديوهات جرى تناقلها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، حالة غضب شعبي كبيرة، إذ تفاعل معها مواطنون بإطلاق نداءات ودعوات لتشديد المراقبة والضرب بحزم على أيدي المتورطين فهاد الأحداث.

واستغرب فهاد التدوينات من الشكل لي ولا عليه الاحتفال بعاشوراء، لي كانو الناس كيحتافلو بيها بالشموع وطعارج والنشاط، قبل ما تولي فبعض الأحياء مناسبة للفوضى والشغب، وهادشي كيطرح سؤال كبير: علاش كل عام كنعيشو نفس السيناريو؟ وفين هو دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع فتهذيب السلوك وتحويل الاحتفال لفرحة ماشي لفوضى وف بعض الأحيان لماساة؟

والمشكل الأكبر، هو أن التساهل لي كيتكرر كل عام مع هاد السلوكات كيغذّي هاد الظواهر ويخليها تكبر وتولي “عادة خطيرة”، ماشي غير عند مراهقين، بل حتى عند صغار كيتعلمو أن الفوضى مقبولة فهاد المناسبات. كيفاش بغينا الأمن والاستقرار، واحنا كنشوفو تخريب، ترويع الناس، واستعمال مواد خطيرة بحال قنينات الغاز، بلا ما تكون عواقب صارمة؟

إذا بقينا كنغضو الطرف وما كاين لا محاسبة ولا ردع حقيقي، را غادي نوصلو لمرحلة ما نقدروش نسيطرو فيها على الوضع، وغادي ندخلو فالحيط، وراه قربنا من هاد المرحلة. وهادشي ماشي غير تهويل، بل واقع بدا كيتشكل قدام عينينا سنة بعد سنة.

التقاعس فالتدخل، وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، كيخلي المواطن يفقد الثقة، وكيعطي فرصة للمخربين باش يستمرو فالفوضى، وكأن البلاد ما فيهاش قانون.