عمر أوشن – كود//

رفض محمد إعمارة وزير التجهيز تمديد الترخيص لشركة “درابور” العاملة في إستغلال جرف الرمال البحرية في القنيطرة..

نزل الخبر بردا و سلاما و تنفس الصعداء كل الغاضبين و المنادين بإنقاذ شواطئ المهدية من الخراب الجاري هناك من سنوات .

عائشة بنمحمدي باحثة علوم الجيولوجيا و الأستاذة بجامعة إبن طفيل كانت في مقدمة من ناضل من أجل المهدية و الساحل من باب الدراسات العلمية التي كشفت عن الكوارث التي تنتظر المنطقة و أسقطت القناع و قالت: الساحل ليس حديقة خلفية لمصالح ريعية أوتجارية..البحر بحرنا و ثروة الأجيال القادمة.

جرف الإستغلال الذي رخص له في المنطقة بات واضحا بكل الدليل الملموس أنه أفضى الى كوارث بيئية و طبيعة لا أحد يستطيع أن ينكرها..

والابحاث العلمية الأكاديمية شاهدة على فظاعة النهب و تهديد الثروات السمكية و المجال و تخريب الشاطئ و تهديدات مرتقبة بتسونامي يأتي على ما تبقى من كورنيش و معالم البلدة الشاطئية..

مهدية كانت جنة.

كانت القرية فضاء جميلا طبيعيا يتصالح فيه الانسان مع بيئته..البحر و الرمال و السمك و توازن الطبيعة مع كيمياءها.

الطبيعة كانت دائما هبة للبشر.

كما النيل سبب وجود مصر و الحضارات فنهر سبو و مصب النهر و المحيط الاطلسي و بحيرة سيدي بوغابة سبب وجود المهدية و القنيطرة.

الباحثة عائشة بنمحمدي ابنة سككي من المغرب الشرقي تؤطر وتوجه طلبة و باحثين من كلية علوم القنيطرة غالبيتهم يشتغلون على المهدية و الشواطئ المجاورة : شليحات و مولاي بوسلهام و العرائش و غيرها..و قد بح صوتها و هي تحذر و تدق ناقوس الخطر..إنها كمن يرى الكارثة قادمة و ينبه الى الخسائر و المخاطر على البيئة والانسان..

بعد العاصفة التي ضربت الساحل مؤخرا و وقع ما وقع بدت معالم الخراب بادية بينة ..

قريبا سيصير شاطئ مهدية مجرد ذكرى و صور من ماضي الزمن الجميل..

الوزارة تحركت و أوقفت ” درابور” المشتغلة في جرف الصيانة و جرف الإستغلال ..

قانون المقالع الذي بصمته لمسات و أفكار عائشة بنمحمدي يفرق بين جرف الصيانة و جرف الإستغلال..لكن “دراكاج ” و” الدراك “هذه المصطلحات المتداولة بكثرة في مهدية لم تعد بريئة من معاني النهب و الاستغلال الجشع للمجال و البيئة و شهية المضاربين و الباحثين عن الثروة السهلة و تواطؤ أطراف صممت طويلا عن المفترسين الذين جمعوا المال بالخناشي ..

لقد إستغل الساحل و البحر بطرق عشوائية غير علمية و دون إحترام لدفاتر التحملات و قوانين وطنية و دولية وإتفاقيات في مجال الساحل البحري توضح بنمحمدي رئيسة الجمعية المغربية لحماية الساحل.

و تضيف عائشة مديرة فرقة بحث علوم جيوسيانس ” الترويج على أن هناك ندرة للرمال في المغرب لا يستند على أي مقاربة علمية مضبوطة.بل يدخل في إطار حملة تجارية فقط لا غير”.

هل نسينا الكوب 22 بهذه السرعة.؟

هاهي عائشةالخبيرة الدولية وطبيبة الرمال و السواحل لم تستسلم ..بدون ريع أيفوناتو تعويضات و مكاتب فخمة و دواوين وزارية وإجتماعات مملة تشتغل من منطلق علم و مبدأ و قناعة.

مبدأ باحثة الجيولوجيا الحاصلة على دكتوراتين التي سكنها الشاطئ و البحر و الرمال و طافت صحاري و هضاب و جبال المغرب تبحث عن أسرار الثرى و الحجر.

درابور شركة تحفر و تنهش القعر ..تستنزف الرمال و تسبب في هشاشة مزمنة للبيئة.

أما الحديث عن جودة الرمل فهو قضية أخرى.

هل ستعود من النافذة بعد قرار الوزير..

أين كانت الحكومة طيلة هذا الزمن الضائع الذي جعل من المهدية بلدة بشاطئ مهدد بالانقراض..؟

البيئة و المجال شعار إنتخابات فقط و سطور مسطرة في أدبيات حزبية منقولة تتشابه و حينما تأتي إلى أرض الواقع نجد الغالبية الساحقة تفكر في الربح والريع قبل أي شيء آخر.

قبل يومين حضرت الخبيرة بنمحمدي إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي ليستمع لها في جلسة إنصات.. المحاضرة كانت ذات قيمة رفيعة علميا و سياسيا و قانونيا..

يحفظك الله للمهدية و الساحل المغربي يا عالمة. يا حارسة البحر.