هشام اعناجي – كود الرباط//
مرة أخرى، عادت حليمة الى عادتها، ما بغاتش تفيق من حلمها “الايديولوجي” ومن امانيها بتحقيق النصر من النهر الى البحر، والنصر لنا ووو فقضية فلسطين. نفس الهضرة كتعاود، ولكن حاجة وحدة ماعمرها داروها هاد “المؤدلجين” من الخليط “اليسار الاسلاموي” ومن الكوفيين والقوميين وغيرهم، هي النقد الذاتي، هي الاعتراف بالهزيمة ولو ف لحظة وحدة.
من بعد الهجوم اللي دارت حركة حماس فـ7 أكتوبر على مواطنين إسرائيليين وأجانب، من بينهم حتى ناس من أصول مغربية، ووسط مجازر خلفات آلاف القتلى، بدات الحرب والالة العسكرية الاسرائيلية ما عقلتش على حد ودمرت كولشي، ما تسوقاتش لا للأمم المتحدة ولا القانون الدولي ولا والو.
همها مصلحة امنها واستقرارها ورفاهية شعبها. اللي سموه “طوفان الأقصى”، واللي هللو ليه إعلام الكوفيين والتيارات المؤدلجة، تقلب عليهم وبان أنه ولى “طوفان أقسى”، ما جابش لا تحرير ولا نصر، ولكن جاب معاه تشريد شعب فلسطيني كامل وتدمير غزة.
هادو كان عليهم يحشمو ويعترفو بلي باعو الوهم للمواطنين، واستغلوا حرية التعبير فبلادنا باش يروجو الاكاذيب، ولكن السوشل ميديا وصعود جيل قاري وقافز وما عندوش مع جزيرة قطر ولا اعلام الشيخة موزا، منهم للي كيشوفو بلي مصلحة بلادو بعيدة على داك الصراع العربي الاسرائيلي. مغاديش نكون فحال عدد من الكوفيين، للي كيهضرو باسم الشعب، ويكتبو ويديرو بودكاستات “الشعب يرفض التطبيع” و”الشعب اسقط التطبيع بقوة الشارع”، ولكن غانقول انا كشخص كفرد يؤمن بحقه في التعبير “انا مع التطبيع” وكنشوفو بلي قرار واقعي ف عالم كيزيد كيتقوا بالمصلحة الوطنية وسط صراعات وحروب مكاين لي يعقل عليك يلا كنتي جزء منها مع عودة الدولة الوطنية.
وسط هادشي، بداو بعض الأصوات من الداخل والخارج كيطلقو حملات ممنهجة ضد الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس. وعلاش زعما؟ ماشي على ود نقاش دستوري مبقاش فالساحة من قبيل الملكية البرلمانية وفصل السلط والمطالبة بتغيير الدستور. لا الموضوع علاش المغرب مستمر المغرب فالتطبيع مع إسرائيل، وكأن العلاقات الدولية كتحكم فيها العاطفة ولا ضغوط الشارع، ولا من اجل سواد عيون “الكوفيين” ورغبات إيران وحماس (للي كيتفاوضو ويديرو صفقات مع اسرائيل ومريكان على عينك ابنعدي) ولكن المغرب حرام عليه يكون عندو شراكات او صفقات مع اسرائيل الدولة العظمى فالشرق، وكذلك ما خصش المغرب يفكر بمنطق المصلحة ديالو وديال الصحراء والتسليح ووو لا خصو يفكر غير لجماعة هناوي وويحمان.
الخطير، فهاد الخطاب التحريضي ضد المؤسسة الملكية، ماشي هو المطالبة بإلغاء التطبيع، وماشي قضية رأي، بل كاين لي كيصور الدولة هي العدو وماشي اسرائيل للي ولات غير شماعة عند البعض لتصفية حساباتو مع النظام. ما عندهمش الشجاعة. كيعجبوني للي كيخرجو فاص فالنظام السياسي و فالحكومة واجهزتها، ماشي كيتخباو مور قضايا دولية.. هادو فعايل الاسلاميين وبقايا جدار برلين من اليسار الضائع بين “موت الايديولوجية” و”تفوق المجتمع عليه”. شفنا مسيرات، وقفات، تدوينات فيديوها، فيها تحريض مباشر على العنف والإرهاب، وتهديد لصحفيين ومسؤولين منهم المستشار الملكي اندري ازولاي (هذا المسؤول بالضبط تعرض لحملات كثيرة خبيثة بسباب ديانتو رغم ذلك مصر على حب الحياة وكيخرج للحفلات مع اصدقائه وعائلته للاحتفال ضدا على اعداء الحياة).
هادو الكوفيين للي عماتهم الاديولوجية في زمن الذكاء الاصطناعي؛ كيصورو المغرب كدولة مخترقة من الموساد وفقدت سيادتها، راه ما كاين لي يفقدك السيادة قد الجفاف، ورغم ذلك المغرب نجح فمواجتهو كيف واجه كورونا والزلزال. الكوفيين واليسار المزوج بالاسلام السياسي، عمرني شفنهم فرحانين بانجازات البلاد للي كيشاركو فيها المواطنين كثر من المسؤولين. حتى فرأس السنة الامازيغية، للي هو مطلب ضحات عليه الحركة الامازيغية وناضلت، ما حتفلوش بنهار كولشي فرحان به، لدرجة انني تفاجأت وهادي سنوات عشت فالرباط، كنشوف مظاهر الاحتفال فالباتيسري و مطاعم ووو. ونفس الشيء كاين فمدن اخرى.
السياسة الخارجية ديال البلاد كتخضع لمعادلات معقدة ولمسارات كثيرة وكتميز ب”التريث” (عبد الله العروي هضر على اسلوب الدبلوماسية المغربية فخواطر الصباح وكيفاش كيدبر المغرب القضايا الدولية)، هاد السياسة ماشي هي استجابة تدوينات فالفيسبوك أو هتافات فالتجمعات. المغرب، فظل القيادة سيدنا، كيتبع مدرسة الواقعية فالعلاقات الدولية، واللي كتشوف أن مصلحة الدولة واستقرارها وسيادتها، فوق أي اعتبار.
الواقعيين فالعلاقات الدولية كيآمنو بأن القوة، والموقع، والتحالفات، هي اللي كتحكم. والمغرب ماشي دولة صغيرة فالهامش.. راه قوة إقليمية كتلعب بأوراق ديبلوماسية، اقتصادية وأمنية بذكاء. التطبيع مع إسرائيل ماشي خيانة (الدليل ما نرجعو ليه..راه هي الدولة للي مشات ودخلت المساعدات فعز الحرب)، بل ورقة فمواجهة تحديات كبرى، منها قضية الصحراء وخطر الإرهاب، وتأمين موقع بلادنا فالساحة الدولية.
اللي كيطالبو بإلغاء التطبيع، عطيونا البديل، واش بغيتو نكونو بحال قطر وتركيا (للي دايرين نفاق فالتطبيع وقوالب فكولشي) ولا بغيتو وضوح فالسياسة الخارجية؟ واش بغيتو نقطعو علاقات فيها فرص استثمارية، وتعاون أمني وتكنولوجي، فقط باش نرضيو تيارات دينية وعقائدية فاشلة حتى فبلدانها؟ المغرب ماشي تابع لا لإيران ولا لحماس ولا لأي أجندة خارجية.
الموقف ديال المغرب من القضية الفلسطينية واضح: الدعم الإنساني والسياسي. مع دولتين٬ لكن بدون المغامرة بالأمن ديال الفلسطينيين ولا الاسرائيليين بسبب التطرف من كلا الجانبين.