فاطنة لويزا ـ كود//

في البداية كنبغي نعتذر من صاحبنا سقراط صاحب العبارة الشهيرة: “…كما تحبها كود”، ولكن لقيت هاد العبارة مناسبة لكرونيك اليوم.

في واحد الوقت، شي متطرفين (وهادا وصف وماشي معيورة) بغاو يصورو هاد الموقع بحالا هو ضد مدينة طنجة.

مع العلم أنه صعيب شي حد ما يبغيش هاد المدينة.

طنجة لي في كل قنت فيها كاين آثار ديال ماتيسور امبراند وبول بولز وتينيسي ويليامز وجون جونيه ومحمد شكري ومومن السميحي وفريدة بليزيد والعربي اليعقوبي.

طنجة كافي مدام بورت، وبار النيكريسكو، وسينما الكازار وكابيطول، ومسرح سرفانتيس، وأوطيل رمبراند، وعمارة سان فرانسيسكو، وقهوة الحافة، وملعب مرشان، وسيدي بوعبيد، وسيدي بوعراقية، ومقبرة الكلاب، وعشابة، والغابة دميريكان، والرميلات، وكاب سبارطيل.

لكن، فاش “كود” انتقدت شي مظاهر لي شافت بلي تسيئ لطنجة وإرث طنجة، بداو هاد المتطرفين بالتحريض ضد الموقع.

وكنعتقد أن أي طنجاوي عاش في طنجة في السبعينات والثمانينات غادي يتحسر على طنجة اليوم.

صحيح المدينة شحال هادي مكانش فيها بزاف ديال الأمور على مستوى البنية التحتية.

ولكن كانت مدينة أنيقة ونظيفة.

أنيقة ونظيفة بطبيعة سكانها.

السكان لي كانو النيميرو واحد في المغرب في الأناقة والعطور والإيتيكيت.

المدينة لي كانت فيها حركة سينيمائية متطورة، ولي كانت المكتبات ديالها عندهوم كليان كيقراو آخر ما صدر في الفكر الأوروبي.

بدليل أن مكتبة لاكومب فالبولفار كانت الوحيدة في المغرب، فاش كيخرج كتاب جديد في فرنسا، في الفلسفة أو الفكر أو السياسة أو الفن، كتلقاه في أقل من سيمانة في رفوف مكتبة لاكولومب.

المدينة لي كان عادي الراجل يمشي مع مراتو في العشية للقهوة، أو يشوفو فيلم عربي في سينما فلاندريا، أو فيلم ميريكاني في سينما “كويا”.

المدينة لي كانت أقل مدينة من حيث التحرش، ولي للأسف أصبح صعيب على البنات يتحركو فيها بحريتهوم.

فجأة، انتشر فيها بسرعة واحد المد سلفي خطير، ولي كبر في الوقت لي المدينة تعرضت لموجة من الهجرة القروية، ومن ضواحي مدن عديدة.

هادو مقدروش يندمجو في جو طنجة، وكان عادي أنهم يرفضو طنجة المنفتحة، وكان سهل أنه يوقعو في شباك التطرف.

المسألة لا علاقة لها بالدين، حيت حتى الإسلام الطنجاويي السبعينات كانت مهيمن عليه الإسلام الصوفي: الزاوية الصديقية، الزاوية الدرقاوية، البوتشيشيين..

وهادو كان عندهوم عادي جدا أنهم يديرو ليالي السماع الصوفي، وباستعمال الآلات الموسيقية، وفي وسط الزاوية لي هي مسجد.

كانو أنصار الزوايا حتى هوما ذواقين، حافظين الموشحات ومولوعين بالآلة، ماشي “صليل الصوارم”…

ولذلك لي كيبغي طنجة لي بينها وبين اسبانيا 14 كيلومتر خاص يكون عندو موقف من هاد التطرف لي انتشر مع انتشار الإسمنت المسلح في المدينة.

تزادو العمارات واللباس الأفغاني دقة واحدة.

فهاد العيد الصغير، شي شباب في حي شعبي قررو أنهم يديرو احتفال في الدرب، كراو الماتيريال، وجابو البيفان والدوزان، الأورغ والبوات أريتم.

الدراري لبسو الجابادورات والجلالب والكنادر المغربية (مكاينش التخرميز المشرقي)، والدريات حتى هوما الجلابة والقفطان والفوقية وما جاورهم.

الدراري ناشطين، والبنات محتفلين، والأطفال فرحانين، والناس ديال الحومة معندهوم حتى مشكل، كلشي تحت عينيهوم.

والفيديوهات لي شفنا، ما فيهوم لا بسالات لا والو.

بالعكس هاديك هي العلاقات لي خاص تكون بين البنات والدراري ديال الدرب.

البنات ماحاسينش بالخوف، والدراري معندومش مشكل مع البنات.

بنادم ماشي قاصر، وفي نفس الوقت عايشين الوقت ديالهوم.

حتى خرجوليهوم الأعراب من الفيسبوك، وبداو أعداء الفرح في توزيع صكوك الغفران.

وللأسف حتى شي يساريين يا حسرة، قاليك ديك الشي ميوعة.

وخداو مقطع واحد من احتفال طويل فيه شي شاب كيغني شي مقطع فيه الطاسة.

مع العلم أن الغناء الشعبي في المغرب فيه أكثر من ذلك.

ماشي غير قديما، حتى دابا، وديك الأغنية نيت لي فيها ديك المقطع كتغنى في الأعراس كلها.

وكاين لي مشا بعيد، وقاليك هادي خطة باش يشغلو الناس على مظاهرات فلسطين.

وهادا دليل أن أعداء الفرح مغيفهموش هاد الجينيراسيون.

راه هاد الدراري والدريات، غتلقى عدد منهوم كان كيحضر للمسيرات مع فلسطين، وكانو كيمشي للتراويح…

وهوما نيت لي بغاو يفرحو بالعيد الصغير بالنشاط…

راه حتى النبي كان كيقول للصحابة والنساء ديالو أنهم يخصصو العيد للفرح…

دابا حي شعبي غيدير مؤامرة ضد الإسلام وفلسطين؟

يا ودي يا التحليل..

السؤال لي خاص هاد صحاب “عبس” يطرحوه على راسهوم:

واش شي حد شكا من شي مضاربة بالسيوفا فديك الاحتفال؟

واش خرج شي واحد كيقول بلي طرات شفرة كبيرة تما؟

واش كاين شي فيديووات من داك الاحتفال ديال بنات كيشكيو من اعتداءات جنسية؟

واش كاين تصريحات ديال سكان الدرب ضد الاحتفال؟

والوو.

مشاو لمقطع صغير فيه كلمة طاسة وبداو يتنخسسو على الأخلاق والدين.

هاد الدراري والبنات تجمعو قبل العيد، ودارو الكوتيزاسيون بيناتهوم، وكراو الماتريال، وسيقو الدرب ونقاواه، وزينوه، وفرحو مع بعضهم، ومع الدرب كامل.

وراه الدراري نيت هوما لي كانو كيفرشو الزنقة حدا الجامع للناس لي كتجي للتراويح، ويجمعو الحصاير من بعد.

في النهاية: برافو البنات، برافو الدريات.

طنجة كتعرف كيفاش تفرح، خاص غير صحاب الوصاية على الآخرين يدخلو في سوق ريوسهم…