محمد سموني – كود ///

كل من يعرف كريم التازي، رجل الأعمال صاحب “ريشبوند”، عن قرب، تصله بعض قصصه الصبيانية في التعامل مع الناس والأشياء، آخر هذه القصص تتعلق بالطريقة غير الناضجة التي تعامل بها مع قيادة الحزب الذي انتمى إليه، والذي حرص على التطبيل له و”توزيعه” على صحف ومواقع إخبارية، وذلك لأسباب سنعود إليها فيما بعد، فالرجل يتعامل مع قيادة حزب “اشتراكي” بكثير من التعالي فلم يعد يرد على مكالمات أمينته العامة، بل يحوّل مكالماتها إلى مساعدته التي تتعامل مع كل مُهاتف بجملة الصواب هاته: “سي كريم مشغول لقد حوّل لي مكالمتك واش بغيتيني نقولو شي حاجة”.

صبيانيات كريم، لم تعد شيء مخفيا على ثلة من الصحفيين وأيضا رجال الفن والثقافة والسياسة الذين اقتربوا من الرجل. فصحفيو “تيل كيل” كلهم يعرفون الطريقة التي تعامل بها التازي، بعدما اشترى حصص من “المجلة” رفقة خالد الحريري قبل أن ينسحب، ففي اليوم الأول التي انقلت فيه ملكية “تيل كيل” إلى الرجل وشريكه، جاء إلى مقر الجريدة وبدأ يصور بلوحته الإلكترونية الصحفيين داخل قاعة التحرير، وهو ما دفع أحد الصحفيين إلى أن يعلق غاضبا: “هذا واش كايصحبنا قرودة؟”.

التازي، أيضا، لا يتوقف عن استقطاب كل مشتغل في الحقل العام، إلى منزله لكي يعرض ممتلكاته عليه، فكما حكى لي مقرب من أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة التازي ثريا وعبد العزيز التازي، فقد أصر كريم على الرجل ما من مرة، أن يقضي معه ليلة في بيته نواحي الدار البيضاء، ومع إصرار الرجل المتكرر استجاب هذا العضو لدعوته، فما كان من الرجل إلا أن قام بإدخال هذا “الرجل المحترم” إلى مرآب منزله، المليء بالسيارات، ويبدأ في عرضها عليه، وهي الطريقة التي ما أثار حفيضة الرجل  كما حكى لأحد المقربين منه، قائلا: “هذه آخر مرة أضع رجلي في منزل هذا المتصابي”.

مناسبة هذا الكلام وهذه القصص الصيبانية، التي تظهر شخصية “طفل ثري”، لا يكف عن اللعب والتباهي بلعبه إلى حد “مرضي”، هي طريقة تعامل كريم التازي مع استفسارات حركة المقاطعة الثقافة والأكاديمية لإسرائيل، فبعدما قام فريق مكون من مجموعة من الأشخاص المعروفين بنضالهم ضد التطبيع الثقافي والأكاديمي مثل فريدة بليزيد، بهيجة ليوبي، أنيس بلافريج، سيون أسيدون، ويوسف مزي، بمراسلة التازي حول استضافة ملهاه الليلي لعازف البيانو الصهيوني “عمري مور”، مع توضيح معطيات تظهر أن هذا العمل يدخل في معايير المقاطعة التي وضعتها حركة الـ”BDS”، بدأ التازي مباشرة في الكذب بنفي علمه بإستضافة هذا العازف، قائلا: أنا لا أعرف شيئا عن الأمر ..استفسروا سعد بويدي المدير الفني لـ”الباك ستيج”، ولم نتهم في هذا الباب التازي بالكذب حكما على نواياه، بل لسبب بسيط هو أن لتازي كان حاضرا أمام مرأى الكل في حفل “عمري مور” الذي نفى علمه ببرمجته!

يقال أن رأس المال جبان، لكن أن يجتمع الجُبن مع جرعة كبيرة من الصبيانية، فذلك يودي إلى نتائج مرتبكة مثل ما مر منه التازي في مساره، فبعد خفوت حركة 20 فبراير، خرج “الرجل الثري” ليعلن أنه قام بدعم الحركة ماديا، دون أن يحدد نوع هذا الدعم وأين وضعه، مما أثار الكثير من القيل والقال وسط النشطاء وفي وسائل الإعلام على السواء، فالرجل الذي تبجح بدعمه لهذا الحراك لم يؤكد أن دعمه لم يخرج عن بعض الحواسيب المحمولة والهواتف وكذلك آلتين للطباعة لتنسيقية الحركة بالدار البيضاء، وهذا مسجل في وثائق أعضاء لجنة اللوجيستيك في تنسيقية الدار البيضاء. بعدها دعا التازي للتصويت على “البيجيدي” دون أن يكون له أي تنظيم فبدأ يتحدث على أساس أنه مؤسس 20 فبراير وحاملا لشرعية الحديث عن تقديرات المرحلة لأنه قدم لها الدعم.

وفي الأخير، أدار التازي ظهره للحزب “الاشتراكي الموحد” بعدما قضى منه، فحسب ما حكى لي أحد المقربين من التازي والحزب على السواء، فإن انخراط التازي في حزب “منيب” كان فتوى من أحد الدوائر المقربة من السلطة، فمن أجل إيقاف المضايقات التي تعرض لها من “مراجعات ضريبية” وأيضا “منعه من إكمال فندق كان يشيده بالدار البيضاء” طلبت منه الجهات المعلومة أن يتخندق في حزب “معارض” يمكن أن يكون ورقة سياسية مستقبلية لقضاء بعض المآرب السياسية، وحين ذاك ستكون سلطة المال الموجهة للقرار السياسي داخل هذا الحزب، لكن تسلط قائدة هذا الحزب وأيضا استفساراتها على تحركات التازي غير المسؤولة جعلت من هذا التازي “المدلل” يقاطع  أعضاء الحزب ويحول مكالماتهم إلى مساعدته كتعبير عن “الغضب والنفور”.