حميد زيد – كود///

الوالي لا يخطىء.

الوالي لا يمكنه أن يرتكب الحماقات.

الوالي فوق البشر. وفوقنا نحن المغاربة.

وكل شيء في المخزن مضبوط. وقديم. ويشتغل مثل الآلة.

وكل شيء يجري كما خطط له.

ولا مكان للخطأ في وزارة الداخلية.

لأن الآلة المخزنية دقيقة. وتاريخية. وعتيقة.

وكل شخص فيها يعرف مهامه. وحدوده. وما عليه أن يقوم به. وما عليه أن لا يتجاوزه.

ومن شدة إيماننا بالمخزن.

و بقوته.

وبصواب اختياراته.

ومن كثرة ترديدنا لما تم تلقينه لنا.

وللأساطير المؤسسة له.

لم نعد قادرين على استعمال عقولنا.

ونشك في كل شيء.

وفي وجود الله.

وفي وجود خلل في الطبيعة.

بينما المخزن لا يرتكب أي خطأ.

المخزن مكتمل. ومكتف بنفسه.

ولا وجود لأي خلل فيه.

المخزن ومن إيماننا به جعلنا منه خرافة.

وجعلناه منه معجزة.

وما يظهر لنا نحن الصحافيين أنه كان سببا في إعفاء الوالي.

ليس هو السبب حقيقة.

وذلك الخروف الذي رأيناه في مراكش وفي في فاس ليس خروفا.

ولم يكن هناك نحر.

ولم يكن دم.

ولم يكن أي وال. ولم يكن أي مخزن. ولم يكن أي خرق.

وما علينا إلا أن نجتهد ونبحث عن السبب الحقيقي وراء الإعفاء.

وفي بلاد لا أحد يتواصل فيها.

ولا توضيح لحد الساعة من وزارة الداخلية.

ولا أي بلاغ.

فإن الذي يجب عليه أن يدفع الثمن. ويشتم. ويقرع. هو الصحافي.

وعليه أن يكون خارقا.

وأن يرى ما يوجد خلف الخروف.

وخلف الذبيحة.

وحتى لو اضطر الصحافي أن يورط أحدا ويعتبره مسؤولا عما حدث.

فليكن المحيطون بالوالي.

وليكن رجل الدين

أما الوالي

أما وزارة الداخلية

فلا يأتيهما الباطل من بين أيديهما ولا من خلفهما.

وما نحروا الكبش

وما تحلق رجال السلطة حوله

بل شبه لنا.

وإذا كان من خرق للقانون ومن تجاوز

فنحن أصحابه

وإذا كان من جاهل في هذا البلد

فنحن الجهلة

الذين لا نرى أبعد من أرنبة أنفنا

ونصدق

أن المخزن ذبح خروفه في فاس وفي مراكش

وأن الوالي دخل للجامع ببلغته

بينما ليس كل ما نراه هو حقيقي

والعين خداعة

والمخزن عميق

ومشكلة الصحافة في المغرب أنها سطحية.

وضعيفة.

وإيمانها ضعيف بالمخزن

ولا تقوم بدورها كما يجب

ولا تخط الرمل

ولا تضرب الخط الزناتي

ولا تؤمن بقدرات رجال السلطة

وتشك في أنهم منزهون عن الخطأ

والشك في ما يتعلق بأمور الإيمان

لا يؤدي إلى الحقيقة

بل يقود أصحابه رأسا إلى الكفر.