حميد زيد – كود//
أيها الصحافيون المغاربة.
لا تهاجموا مصطفى التراب كما يفعل موقع 360.
ولا تدافعوا عنه كما تفعل منابر وجرائد ومجلات أخرى.
هذا موضوع لا يعنينا.
هذا موضوع فيه مال كثير.
بينما لا يزال معظمنا ينتظر زيادة في الأجر على دفعتين.
هذا موضوع لا يمكن لصحافي عاقل أن يكتب عنه دون مقابل.
هذا موضوع يتطلب من الصحافي الذي يتناوله أن يكون في بحبوحة من العيش.
وسواء كان في صف مصطفى التراب.
أو كان ضده.
فإنه على الصحافي أن يحصل على عمولته.
أولا.
قبل أن يخط أي حرف.
لذلك لا تندفعوا يا زملائي.
ولا تتورطوا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
ومن يحرضنا على مصطفى التراب.
ومن يطلب منا الرد على مهاجميه.
عليهم أن يدفعوا لنا بشكل مسبق.
ونقدا.
وحينها يمكننا أن نكتب وندلي نحن أيضا بدلونا في الموضوع.
وأحذركم يا زملائي.
فأي حرف حول هذا الموضوع.
وأي كلمة
وأي سطر.
وأي مقال.
هو بالثمن الخيالي في هذه القصة.
لذلك لا تمنحوا مقالاتكم مجانا لأي طرف كان.
ولا تدعوهم يستغلونكم.
ولا يخدعنكم أحد.
فهذه حرب حول الثروة.
وحول احتكارها.
وحول الاستحواذ عليها.
وأي مساهمة منا فيها يجب أن نستفيد منها بدورنا.
ولنكن صرحاء أيها الصحافيون المغاربة.
فنحن مفلسون.
وبؤساء.
ومن العيب أن نتقاتل في ما بيننا كي تربح الحيتان الكبيرة.
من العيب أن نهجو مصطفى التراب.
أو نمدحه
دون أن نستفيد من أي شيء.
ومن أي إعلان مدفوع.
من العيب أن يتم توظيفنا واستعمالنا كي يربح الكبار.
كما أنه ليس مقبولا أن يخسر الزميل الصحافي زميله من أجل وحوش لا تشبع.
وتريد أن تلتهم كل شيء.
وأي واحد منا يكتب في هذه اللحظة عن هذا الموضوع.
فإن الشكوك ستحوم حوله.
و ستلوك الألسن اسمه.
لذلك لا تورطوا أنفسكم أيها الصحافيون المغاربة.
واطلبوا مالا كثيرا.
ومن لم يحصل منكم على مقابل.
ومن من لم يوقع أي عقد.
و من لم يحصل على أي إشهار.
فإني أنصحه بالابتعاد.
وبأن لا يلطخ اسمه وسمعته مجانا.
فنحن الصحافيين المغاربة المفلسين لنا قضايانا.
ولنا انشغالاتنا.
ولنا بنكيران.
ولنا الفساد الصغير.
ولنا الحروب الإيديولوجية التي لا أرباح فيها.
ولنا الحداثة والرجعية والشعارات.
ولنا النقاشات العقيمة. والمفتعلة.
ولنا تازة قبل غزة.
ولنا كل القضايا التي طائل منها.
ولنا أيضا ثروتنا المتمثلة في سمعتنا.
وفي أخلاقنا.
وحتى لو قررنا التضحية بها فإن المقابل الذي سنحصل يجب أن يكون كبيرا.
و بحجم ما سيكلّفنا ذلك.
وبحجم الإساءة التي سنتعرض لها.
وبحجم السمعة التي ستلاحق مسارنا المهني.
ولهذا فإنه ليس مقبولا من أي جهة كيفما كانت أن تستغلنا
مانحة إيانا الفتات.
وحتى لو كان الواحد منا مقتنعا بكفاءة مصطفى التراب
فهذا ليس وقت مديحه
ومن الغباء الصحافي الإقدام على هذه الخطوة المتهورة
بينما آخرون
يراكمون ثرواتهم وهم يقومون بنفس المهمة.
و عجبي
من صحافي مفلس
ينتظر منذ سنوات الزيادة في الأجر على دفعتين
بينما الزيادة لا تأتي
أن يحشر أنفه في هذه الحملة على المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط
متموقعا
محلِّلا
مصطفّا
بريئا
ساذجا
مغفلا
منتظرا الراتب الذي تمنحه له الدولة آخر كل شهر.
دون أي مكافأة
ودون أي صفحة إشهار
ودون أي شيء.