أنس العمري – كود///
صيف محنسر عند فئة كبيرة ديال المغاربة فزمن التضخم. فنتيجة لارتفاع تكاليف المعيشة إلى مستويات ما قدراتش عليها غالبية الأسر، للي لقات راسها مضطرة تلازم منازلها فعطلة الصيف، في “حجر اختياري” أشد وطئا من ذلك الصحي للي كان بسبب “كوفيد – 19″، والذي فرضتو هاد المرة “الثقوب الكثيرة” التي تعاني منها ميزانيتهم، لي مقدراش تحمل تكاليف أخرى، إلى جانب تلك التي تحملتها في سنة كانت صعيبة عليهم، وأفرزت مشاكل اجتماعية عديدة، من المؤكد أن أثرها سيظهر في القادم من الشهور.
حميد (م)، واحد من الذين يعيشون هذه الوضعية. وفي تصريحه لـ”كود” كال “ما عندي فين نمشي هاد الصيف.. خديت الكونجي ديالي، ولكن راني كندوزو فالدار حينت مقدرش نوفر ولو حتى مبلغ بسيط يسمح ليا بالتنقل لمدينة قريبة ندوز فيها العطلة”.
وزاد موضحا حميد، وهو موظف يعيل أسرة من ثلاثة أفراد (زوجته وطفلين) بأجر كان قبل موجة الغلاء معيشو في مستوى الطبقة المتوسطة، “آش غادي نكول ليك.. خلاصة القول كونجي بيتوتي فرضاتو علينا الوقت.. وها حنا كندوزو فيه بهادشي لي عطا الله”، قبل أن يمضي مفسرا “ما عندنا منديرو حالة متبغيهاش لعدوك من بعد عام ديال تمارة تلقا راسك مقادرش تخرج من الدار وتخاف تخرج لأي بلاصة ترجع متلقاش حتى باش تكمل الشهر.. والأصعب من ذلك هو النضرات ديال ولادك لي كلها تساؤلات كضر فالخاطر على واش غادي نخرجهم حينت قهرهم الصهد، وهوما ما عارفينش أنني كنخمم غا كيفاش نكمل الشهر بلا منتسلف ونزيد نغرق راسي”.
هادي الشي للي كيواجهو حميد يسري على مجموعة من أفراد أسر الطبقة المتوسطة، لي ريبها الغلاء، وهادشي بدون ذكر ما تعيشه العائلات الفقيرة، لي حالها زاد سوءا فهاد الظروف المطبوعة بإنهاك الزيادات لجيوب المغاربة.
وآمال (س) واحدة منهن. فرغم أنها تتقاسم مع زوجها كل ما يتعلق بمستلزمات البيت والعائلة لي كيعيلوها، والمكونة من ثلاثة أبناء، لقاو راسهم الله كريم فهاد الصيف.
وبحسرة تقول لـ”كود” عن برنامج عطلتها مع عائلتها في الصيف، “مكاين برنامج.. غنتكمشو فالدار وها العار غا نتقادو مع الشهر.. راه فهاد الظروف مبقاتش شي حاجة سميتها الادخار، وكنتقاتلو غا باش منتسلفوش، علما أن حتى واحد ما يعطيك فهاد الوقت حينت كلشي واكل الدق”.
ومضت مؤكدة “ما نقدروش نزيدو نكلفو على راسنا أكثر من هوكا راه وصلات للعظم.. وحتى إلى كاع بغينا نغامرو ونزيدو فاتورة الديون علينا، راه الأسعار خيالية.. سير شوف الأثمنة لي دايرين الفنادق وديور لكرا وغيرها.. راه الحاجة لي حطيتي عليها يديك يضربوك حتى دور”.
أسعار صيفية صاروخية
ككل سنة، من المعتاد تطرح مسألة ارتفاع أسعار الحجز والخدمات وكراء الشقق في الصيف. وهاد النقاش كان دائما مصحوب بنشر فاتورات بقائمة ديال المشروبات والخدمات لي كتضرب ثمنها في أكثر من الضعف حينت كلشي كيبغي يستغل هاد الفترة من السنة المحدودة الفترة باش يحقق أكبر مداخيل ربحية ممكنة.
لكن النقاش هاد العام زايد نغزة بسبب أن التضخم خلا الأثمنة تتجاوز السقف المعتاد، وهو ما طرحته آمال وكان دافعا لها ولفئة واسعة من الأسر تختار تشد دارها تجنبا لحمل مالي معندهاش طاقة ليه فالظروف الحالية.
ورغم أنه كاين لي كيكول بأن الأثمنة في المؤسسات الفندقية وغيرها كتفاوت حسب القدرات الشرائية للسائح، وأنه منها ما هو في متناول حتى لي جيبو على قد الحال، ولكن الواقع كيثبت العكس، بل أكثر من كذلك، وحسب النقاش الدائر، مكاينش نهائيا مجال للمقارنة مع الأسعار لي كاينة في المملكة وعدد من الدول الأوروبية، لي البعض كيكول بأن الكونجي فيها يقدر يطلع ليك رخص من الكونجي في المغرب.
وهذا ما تؤكده جولة بسيطة في مواقع الحجز في الفنادق لي كاينة بالمغرب، ولي كتبين بأن النقاش المحتدم على الأسعار المطبقة في الصيف هاد العام، وبالحدة المطروحة، عندو مبرره.
ووقفت “كود” من خلال هاد الجولة على أن أسعار الفنادق والمطاعم بمعظم مدن المملكة طلعات إلى مستويات مرتفعة، تزامنا مع فصل الصيف.
ويسجل أن أوطيلات من صنف ثلاثة نجوم بمدن قريب قيمتها توصل لـ 1000 درهم، فيما فنادق من صنف أربعة نجوم وصلات ثمن الليلة لأكثر من 1500 درهم، والسويت 4000 درهم.
وأمام هذا الوضع، طالب مواطنين الجهات الوصية بالتدخل من أجل مراقبة مداخيل القطاع الفندقي والوقوف على مدى ملاءمة الخدمات التي يقدمها للأسعار التي يتم فرضها، كما طالبوا بمراقبة المطاعم وباقي الفضاءات السياحية بالشكل الذي سيمكن من جعل القطاع السياحي رافعة أساسية للتنمية بالمملكة.