أنس العمري – كود///

“نصف الولاية الانتخابية” ستغير ملامح خريطة رئاسة الجهات الـ 12 في المملكة. منح مكونات الأغلبية والاستقلال كرسي رئاسة مجلس المستشارين لولاية ثانية وراءه “صفقة كبيرة” طبخت على نار هادئة منذ شهور، ويتوقع أن يدفع فاتورتها غاليا حزب العدالة والتنمية، الذي ينتظر أن تزداد “عزلته السياسية” أكثر فأكثر بعد هذه المحطة.

سبب هذا “التنبؤ السوداوي” هو ما تظهره مؤشرات مسجلة حاليا في المشهد الحزبي وما يتداول في “الصالونات السياسية”، والتي تجمع أغلبها على أن “البيجيدي” سيكون أكبر الخاسرين في “صراع الكراسي” المقبل، بعدما أبرمت تحالفات تقضي بانتقاء وجوه جديدة لتعوض أخرى قديمة، بعضها يتوقع أن تقذف بها تقارير المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للإدارة الترابية خارج كرسي المسؤولية، بعد رصد ما وصف بـ “اختلالات تتعلق بإهدار وتبديد المال العام”، والبعض الآخر لثبوت فشلها في التدبير.

أول وجه يتوقع أن يغيب عن لائحة القائمة المقبلة لرؤساء الجهات هو الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، حيث تشير الأخبار القادمة من هناك أن مسار التفاوض يؤشر على تمتع القيادي في التجمع الوطني للأحرار سعيد شباعتو بالدعم السياسي المطلوب لخلافة ممثل المصباح المثير للجدل، الذي لن يكون مأسوفا على رحيله بسبب توالي مسلسل فضائحه التي انطلقت بـ”الكوبل الحكومي” و”سيارات الكات كات”، وتواصلت بأكل المكسرات خلال تسيير أحد اجتماعات مجلس الجهة.

قيادي آخر في “المصباح” يستهدفه التحالف الذي يقود معركة رئاسة الجهات، والمكون من أحزاب في الأغلبية والمعارضة، ويتعلق الأمر بعبد الصمد سكال (العدالة والتنمية)، إذ تشير المعطيات المتوفرة إلى أن الطريق بات سالكا حاليا أمام مرشح التجمع الوطني للأحرار نور الدين لزرق ليخلفه، في مال يشبه ترضية لهذا الأخير الذي استاء كثيرا، وفق ما أكدته تقارير إعلامية، من خروجه خاوي الوفاض من التفاوض حول الاستوزار.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قضم لنفسه أيضا قطعة من هذه الكعكة، إذ يتوقع بنسبة كبيرة أن تمنح للقيادي عبد الوهاب بلفقيه، رئاسة “كلميم وادنون”، التي ضاعت منه، في 4 شتنبر 2015، بفارق صوت واحد.

أما باقي الجهات فيتوقع أن تحافظ على “وجوهها القديمة”، باستثناء جهة بني ملال – خنيفرة، التي بات من شبه المؤكد مغادرة “البامي” إبراهيم مجاهد رئاستها، على خلفية ما رصدته، حسب مصادر “كود”، لجان تفتيش تابعة للمجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للإدارة الترابية من “اختلالات” في مالية المجلس.

ويسيل كرسي أصغر رئيس جهة لعاب الحركة الشعبية، إذ تفيد مصادر حزبية، “كود”، أن “السنبلة” تريد أن تسكت بهذا المنصب محمد مبدع، الذي ما زال لم يستسغ بعد عدم ركوبه في “السفينة الحكومية المهترئة” لسعد الدين العثماني، بينما لا يعرف بعد ما إذا كانت الحمامة ستهدي الاستقلال رئاسة جهة سوس ماسة درعة، والتي قد تكون السبب وراء عدم منافسة عبد الصمد قيوح على رئاسة مجلس المستشارين، وهي المعركة التي خسرها في جولتها الأولى بفارق صوت واحد فقط.