الرباط/ /وم ع///////
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، اليوم الأربعاء بالرباط، أن تنامي ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية الذي يفسد سير مباريات كرة القدم أخذ أبعادا مقلقة ويتطلب عملا مشتركا من قبل جميع الأطراف المعنية من أجل التطبيق الصارم للتدابير الآنية التي تتخذ لمحاربة هذه الظاهرة. وقال الضريس إنه سيتم التعامل بجدية مع أعمال العنف المرتكبة خلال مباريات كرة القدم والتي تلحق الضرر بالممتلكات والأشخاص وتثير قلق السلطات والرأي العام، من خلال سلسلة من التدابير الآنية من أجل محاربة هذه الظاهرة في إطار استراتيجية عمل شمولية تتطلب تشاورا وانخراطا فعالا من قبل كافة الأطراف المعنية.
وقد تم الإعلان عن سلسلة من التدابير الوقائية والزجرية عقب اجتماعين عقدا أمس يومي الثلاثاء والأربعاء بمقر وزارة الداخلية، بحضور وزير العدل والحريات ووزير الشباب والرياضة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، إضافة إلى ممثلي مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية.
وأكد الضريس في كلمة عقب هذين الاجتماعين أن التدابير الآنية التي تمت بلورتها في إطار التشاور مع الأطراف المعنية تنص على جملة من التدابير الأمنية والتقنية والوقائية الكفيلة بمكافحة هذه الظاهرة، داعيا جميع الشركاء إلى الانخراط الفعال من أجل تطبيق هذه التدابير في أفق تحقيق نتائج ملموسة في أقرب الآجال. وذكر بهذه المناسبة بالجهود التي تبذلها قوات الأمن من أجل ضمان الأمن وحسن سير التظاهرات الرياضية، مؤكدا أنه على المستوى الوطني، يبلغ عدد رجال الأمن الذين يتم تجنيدهم أسبوعيا لتأمين مباريات كرة القدم حوالي 20 ألف عنصر أمن.
من جهته، أكد وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، أنه حان الوقت للوقوف في وجه أعمال العنف والشغب المتكررة التي تشهدها الملاعب الرياضية ومحيطها بمناسبة إجراء مباريات كرة القدم. وقال الرميد إن مثل هذه الأفعال التي تزايدت حدتها خلال السنوات الأخيرة تستوجب “إجراءات حازمة وصارمة” لوضع حد لهذه الظاهرة، مشيرا إلى أن للعديد من الدول تجربة بناءة في هذا الميدان، كما هو الشأن بالنسبة لبريطانيا التي نجحت في القضاء على ظاهرة شغب الملاعب الرياضية من خلال التطبيق الصارم لسلسلة من التدابير الحازمة. من جهته، أكد وزير الشباب والرياضة لحسن سكوري على خطورة أعمال الشغب التي يتم ارتكابها خلال إجراء مباريات كرة القدم والتي تؤدي، في غالب الأحيان، إلى تخريب الممتلكات الخاصة والبنيات التحتية العمومية، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات غريبة تماما عن الروح الرياضية وقيم العيش المشترك والأخوة.
وشدد على أهمية اعتماد مقاربة شاملة تنخرط فيها كل الأطراف المعنية لاحتواء هذه الظاهرة واجتثاثها، مبرزا أهمية وجود آليات للتنسيق وتأطير النوادي وتكريس معايير أمنية داخل الملاعب، والتحسيس من خلال تعزيز قيم الرياضة الحقة وفلسفة الحركة الأولمبية لدى المشجعين.
وأعلن بلاغ مشترك صدر عقب الاجتماع المخصص لمحاربة ظاهرة شغب الملاعب عن سلسلة من التدابير الآنية القانونية والزجرية والوقائية الرامية إلى محاربة أعمال العنف والشعب التي تقع أثناء إجراء مباريات كرة القدم. ويتعلق الأمر، بالخصوص، بتعزيز التنسيق المؤسساتي بين كل القطاعات عبر الإسراع بإخراج النص التنظيمي الخاص باللجان المحلية المنصوص على إحداثها بالمادة 19-308 من القانون 09-09 المتعلق بتتميم مجموعة القانون الجنائي، حول العنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها.
كما همت هذه الإجراءات السهر على تطبيق مقتضيات القانون رقم 09-09 بالحزم والصرامة اللازمين بحق الأشخاص المتورطين في ارتكاب أعمال العنف الرياضي، وتفعيل المقتضيات الزجرية المنصوص عليها في القانون المذكور ولاسيما في الشق المتعلق بمنع الأشخاص المتورطين في أعمال العنف الرياضي من حضور المباريات مع إمكانية إجبارهم على ملازمة محل إقامتهم أثناء إجراء المباريات. وتضمنت الاجراءات أيضا الشروع في تنفيذ برنامج تجهيز الملاعب الرياضية التي تستقبل مباريات البطولة الاحترافية بالوسائل التكنولوجية الحديثة (كاميرات المراقبة، مراقبة الولوج للملاعب عبر البوابات الإلكترونية، تحديث نظام بيع التذاكر)، لتساعد على تنفيذ البروتكولات الأمنية.
كما يتعلق الأمر بمنع التنقل الجماعي للجماهير خارج العمالات والأقاليم في حالة ما إذا تبين أن هذا التنقل من شأنه تشكيل تهديد للأمن العام ومنع القاصرين غير المرافقين من الولوج للملاعب الرياضية، والحزم في تطبيق مقتضيات مدونة التأديب من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حق كل الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، بما في ذلك إجراء مباريات دون جمهور.
كما أعلنت الوثيقة عن إعداد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لنماذج للتنظيم الداخلي للملاعب، من أجل وضعها رهن إشارة الأندية